ذ/ ﻋﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ: ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻬﺠﻮﻣﻴﺔ ﺍلترامبية

ﻟﻘﺪ ﻻﺣﻈﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻻﻭﻧﺔ ﺍﻻﺧﻴﺮﺓ أﻥ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻲ(دونالد ترامب) ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻨﺸﺮ ﺗﻐﺮﻳﺪﺍﺕ ﻋﺒﺮ ﺣﺴﺎﺑﻪ ﺗﻮﻳﺘﺮ ﻳﻬﺎجم ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻌﺎﺭﺽ ﺳﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﻣﻊ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ والأمنية ﻭﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ بعض الدول مثل ﺭﻭﺳﻴﺎ ﻭﺍﻟﺼﻴﻦ ﻭإﻳﺮﺍﻥ وكذلك المنظمات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية والمجلس الدولي لحقوق الإنسان والمحكمة الجنائية الدولية .

ﻭﻣﻦ منظور ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ أﻥ الولايات المتحدة الأمريكية ﺑﺪﺃ ﻳﺘﺮﺍﺟﻊ ﺩﻭﺭﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻧﻈﺮﺍ ﻟﻈﻬﻮﺭ ﻗﻮﻯ ﺻﺎﻋﺪﺓ ‏( ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻻﻗﻄﺎﺏ ‏) ﺗﺰﺍﻣﻨﺎ ﻣﻊ ﻣﻴﻼﺩ ﺍﻟﺘﻨﻴﻦ ﺍﻻﺳﻴﻮﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ،ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻔﺎﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻯ الكبرى و ﺍﻻﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ‏( ﺍﻟﺼﻴﻦ . إﻳﺮﺍﻥ . ﺭﻭسيا) ﻣﻤﺎ ﺩﻓﻊ ﻭﺍﺷﻄﻦ إﻟﻰ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻬﺠﻮﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻧﺔ ﺍﻭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺘﻬﺪﻳﺪﻳﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺨﻄﺎﺑﺎﺕ ﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻻﻣﺮﻳﻜﻲ ” ﺗﺮﺍﻣﺐ ” ﺳﻮﺍﺀ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻭ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻘﺎﺀﺍﺕ ﺍﻟﺼﺤﻔﻴﺔ .

وعلاقة بهذا إن مجمل القرارات التي اتخذها الرئيس الأمريكي الحالي خلال الفترة التي تولى فيها منصبه بإدارة الرئاسة الأمريكية، لكونها لا تنسجم مع تصورات الواقعية السياسية في حقل العلاقات الدولية، ثم أنها انقلبت على كل التراكمات السابقة للسياسة الخارجية الأمريكية مثل وضع صفقة القرن الذي تدعو الى تطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائلي وبالإضافة انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني، والاتفاق مع حركة طالبان(اتفاقية السلام)، ومن خلال هذه الاحداث الدولية التي اقرها ترامب في تعامله الخارجي ،يتضح ان امريكا تطبخ لشيءما في المستقبل ،حيث اصبح الرئيس الحالي يصدم العالم بقرارته العشوائية التي اصبحت لا تتماشى مع الشرعية الدولية .

ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍلسياق ﻧﺠﺪ ﺍﻣﺮﻳﻜﺎ أﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﺑﺘﻜﺎﺭ ﻧﻈﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ، ﻭﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻤﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺻﺎﻟﺤﺔ ﻟﻬﺎ ،ﻭﻫﺬﺍ ﺭﺍﺟﻊ ﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﻤﻨﺘﻈﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﻇﻬﻮﺭ ﻛﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﺗﻬﺪﺩ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ .

المعلومة القانونية

*ﻋﻄﻴﻒ ﻣﺤﻤﺪ

ﺑﺎﺣﺚ بسلك الدكتوراه في القانون العام والعلوم السياسية

قد يعجبك ايضا