عائشة سعدي: مظاهر تأثير جائحة كورونا على قطاع الرياضة
يعد قطاع الرياضة من بين أكثر القطاعات تضررا من جراء تفشي وباء كورونا المستجد، ومن المعلوم أن هذا المجال له أهمية كبرى نظرا للدور الذي يلعبه داخل الدولة، إذ أصبح خاصة في السنوات الأخيرة يشكل مدخلا أساسيا من مداخل التنمية الإقتصادية والإجتماعية.
هذا وتشكل رياضة كرة القدم باعتبارها الرياضة الأكثر شعبية عالميا، من بين أكثر الرياضات تضررا بسبب هذه الجائحة، ذلك أن المنتخبات والأندية في العالم كله توقفت عن ممارسة أنشطتها الرياضية على مختلف المستويات الوطنية والقارية وكذا العالمية، وذلك مخافة انتشار الوباء وبالتالي المساهمة في الحد منه، وتماشيا كذلك مع وضعية العالم التي تفرض تظافر جهود الجميع للقضاء على هذا الوباء.
وعلى اعتبار أن هذه اللعبة تشهد حضورا جماهيري غفير ومكثف، عمدت جل إتحادات اللعبة في جل الدول وكذا المؤسسات المشرفة على اللعبة قاريا وعالميا إلى لعب بعض المقابلات دون حضور الجماهير في بدايات ضهور هذا الفيروس الى أن سرعة انتشاره جعلتهم يتخدون قرار إيقاف اللعب بشكل كلي، خاصة وأن جل الدول اتخذت قرارات تقضي بحضر التجوال وإعلان حالة الطوارئ الصحية.
ونظرا لحيوية قطاع الرياضة خاصة رياضة كرة القدم، فإنه وبدون أي شك تعرض ولايزال يتعرض القطاع إلى العديد من الخسائر، وتتمثل تداعيات أو مظاهر تأثير الوباء على هذه اللعبة في مايلي:
- اعتبارا للمتابعة الجماهيرية الكبيرة لكرة القدم أتخدت شركات كبرى من أقمصة الأندية وسيلة للإشهار وعرض منتجاتها، ونظرا لتوقف المسابقات الكروية فإن هذه الشركات قد تتوقف عن تمويل الأندية مقابل عمليات الإشهار، مما سيضعف من ميزانية الفرق.
- كذلك يشكل النقل التلفزيوني أحد أهم الموارد المالية للأندية، إذ تضخ القنوات الناقلة للمباريات الرياضية أموالا طائلة نظير نقلها للمقابلات في مختلف المسابقات، وبسبب الجائحة توقفت مختلف المسابقات وتبعا توقف النقل التلفزيوني مما قد يدفع هذه القنوات إلى تراجع عن دفع مقابل هذا النقل.
- كما قد تلجأ بعض الأندية إلى التخفيض من أجور اللاعبين ومختلف العاملين بالفريق أو الى عدم دفع المستحقات خلال فترة تفشي الوباء، مما سيؤثر بلا شك على أوضاعهم المعيشية.
- كذلك تشكل عائدات الدخل الجماهيري من بين أهم الموارد المالية للأندية، خاصة تلك اللقاءات التي تعرف حضورا جماهيريا كثيف حسب قيمة المقابلات، نظرا لتوقف اللعب وتبعا لذلك توقف هذا المورد فإن ذلك سيؤثر على ميزانية الأندية.
- وكما هو معلوم فإن كل موسم كروي تكون له برمجة مسبقة وتواريخ محددة، تبين تاريخ بداية العام الكروي وتاريخ نهايته، إلى أن هذه الجائحة وبسبب التوقف على مستوى كل المسابقات سيربك لا محالة البرمجة المعدة مسبقا، مما يوجب وضع حلول يمكن أن تصل إلى حد وضع نهاية للموسم الكروي في بعض الإتحادات الرياضية.
المعلومة القانونية – عائشة سعدي
محامية متمرنة بهيئة مراكش