فيروس كورونا والإرهاب البيولوجي

الإرهاب اليوم لم يعد مقتصراً على استخدام العنف التقليدي، وإنما أصبحت هنالك صور أخرى للإرهاب مثل الإرهاب البيولوجي، وهو الذي ينطوي على الاطلاق المعتمد للموارد البيولوجية، أو نشرها بقصد القتل، أو التسبب بالموت، أو المرض للإنسان.

يعد الإرهاب البيولوجي اليوم ظاهرة عالمية خطيرة ومعقدة وشديدة التباين من بلد للأخر.

وقد تفاقمت هذه الظاهرة في الآونة الأخيرة وذلك من خلال ما تشهده الساحة الدولية اليوم حالة انتشار فيروس كورونا المستجد في مختلف أنحاء العالم وفشل الدول المتقدمة، خاصة في أوروبا في مواجهته بالكفاءة المطلوبة، يؤكد أننا اليوم أمام أول إختبار جدي للإستخدام المحتمل للأسلحة البيولوجية في حال اللجوء إليها في الحروب القادمة.

الأن ينتشر فيروس كورونا ويصيب الآلاف في معظم الدول الأوروبية رغم الاحتياطات الاحترازية، وإغلاق الحدود، دون معرفة كيفية صعود هذا الخطر بهذه السرعة؟ وهل هو نتاج تصنيع أحد المعامل في دول غربية أو شرقية؟ ولماذا انتشر بهذه السرعة؟

لا نملك إجابات عن جميع هذه الأسئلة، ولاتمتلك الدول الغربية وعلمائها إجابات أيضاً، وسط حالة من الهلع والرعب والارتباك غير المسبوق، وسقوط كل المحرمات بما في ذلك منع صلوات الجمعة في المساجد، وإلغاء مناسك العمرة.

الكثير من الثوابت في عالم اليوم تتغير، والاعتقال الاجباري المنزلي، والعيش بدون مسابقات كروية، والمناسبات الاجتماعية مثل حفلات الأعراس، وإغلاق المطاعم والمقاهي، وكل التجمعات الترفيهية، فأسباب الحرص على البقاء واحتياطاته باتت تتقدم كل شيء.

هذه الازمة الكارثة ستمر حثما، مثلما مرت أزمات وبائية مماثلة على البشرية في تاريخها بشقيه القديم والحديث، ولكن عملية التغيير الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، التي أحدثتها ستؤدي إلى خلق مجتمعات جديدة، بعادات جديدة، وتحالفات جديدة أيضًا.

إذن، هي حرب بيولوجية بأبعاد اقتصادية وسياسية كما تقتضي نظرية الإرهاب البيولوجي التي يشرحها “فرانسيس بويل” والذي صنع أسلحته في مختبرات الولايات المتحدة الأمريكية تحت إشراف القيادة الطبية في الجيش الأمريكي، وادارة الدواء، والغذاء الأمريكية ومركز السيطرة على الأمراض الوقائية، منها( CDC)، والتي تعمل كلها ضمن منظومة تدبر مسار السياسة الأمريكية من خلال شركات الأسلحة ( سواء العسكرية أو البيولوجية)، وشركات الدواء التي تكتسب مئات المليارات بعد كل حرب (سواء عسكرية أو بيولوجية).

فالارهاب البيولوجي ليس حديث اليوم، إنه قديم في التاريخ.

مثلما كانت هجمات 11 سبتمبر 2001  نقطة تحول في مسار العلاقات الدولية، والمجتمع الدولي، والعالم وفتحت الباب لكثير من التأليف والجدل التاريخي والفلسفي، فإن فيروس كورونا المستجد شكل نقطة تحول أكثر عمقا واتساعا من هذه الهجمات، وهذه التحولات ستضرب عمقا في انطوغرافية الأحداث التاريخية التي يشهدها عصرنا الحالي وتؤثر في الأجيال القادمة.

المعلومة القانونية – عصام الرافعي

 باحث في الدراسات الدولية

قد يعجبك ايضا