فيروس كورونا المستجد.. والتهديدات الأمنية الجديدة

إن حديث كل منزل بجل بقع العالم  لا تجد يخلو من الحديث عن فيروس كورونا الجديد الذي أصبح شأنا عالميا , لما يشكل من تهديد على شثى المجالات الساسية و الإجتماعية , الإقتصادية ,الثقافية … وهو مجموعة كبيرة من الفيروسات التي يمكن أن تصيب الحيوانات والبشر على حد سواء، حيث تسبب أمراض الجهاز التنفسي، سواء التي تكون خفيفة مثل نزلات البرد أو شديدة مثل الالتهاب الرئوي. 

نادرًا ما تصيب فيروسات كورونا الحيوانية البشر ثم تنتشر بينهم. وقد تتذكر مرض سارس (المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة) الذي انتشر في الفترة بين 2002-2003، والذي كان مثالاً على فيروس كورونا الذي انتقل من الحيوانات إلى البشر. وقد ظهرت في الشرق الأوسط في عام 2012 سلالة أخرى بارزة أحدث من فيروس كورونا تسمى MERS (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية)، ويقول العلماء إنها انتقلت في البداية من جمل إلى إنسان.

لم تعد حياة الشرق الأوسط وحدها المهددة بل إن انتقال السريع لفيروس كورونا أصبح يهدد العالم بأكمله , مما سيخلق جدلا وسعا على المستوى العالمي بصفة عامة و العلاقات الدولية و الإقتصاد العالمي بصفة ختصة  إضافة إلى تدهور الأوضاع الداخلية لدول .

لذلك سنحاول من خلال هذا الموضوع المتوضع رصد أهم الأثر لفيروس كورونا على المستوى العلافات الدولية و الإقتصاد العالمي , فضلا عن الوضية المغرب من جراء إنتشار هذا الفيروس , مما يترتب عليه الإشكالية الأثية : 

ما هي التهديدات الأمنية لفيروس كورونا ؟

لمحاولة الإجابة عن الإشكال أعلاه نعم التصميم الأثي :

  • المحور الاول : كورونا تهديد امني عالمي
  • المحور الثاني : تهديد الأمني الكوروني للمغرب

 

المحور الأول: كورونا تهديد امني عالمي

شكل اتتشار فيروس كورونا من الصين الى اوروبا,  بل الى لعالم ككل تتوتر في العلاقات الدولية مما ادى الى اخلال بالعديد من الالتزمات الدولية و تضرر العديد من المصالح الاجتماعية و  السياسية و الافتصادية … في هذا الصدد سنحاول عرض طبيعة العلافات الدولية في الوقت الراهن ( الفقرة الاولى ) , و تدهور الاقتصاد العالمي ( الفقرة الثانية ) .

الفقرة الأولى: توتر العلاقات الدولية

محاول دول العالم الحد من تفشي فيروس كورونا الجديد دفعها الى نهج سياسة تعليق الرحالات الجوية و البحرية  ,بالخصوص بين الدول الحاملة لنسبة ضعيفة من المصبون بفيروس كورونا و الدول التي تعرف نسبا كبيرا من المصابين , من مظاهر هذه السياسة نجد قرار السعودية بتعليق الرحلات الجوية لاسبوعين , وقرار المغرب بتعليق جميع الرحلات الجوية من و الى 25 دولة يوم الاحد 15 مارس 2020 , هذا بخصوص بعض دول العربية دون اغفال جل باقي دول الاخرى على اتباع نفس سياسة تعليق الرحلات 

اما بخصوص الدول الغربية فهي كانت السابقة لنهج الساسية منع تنقل مع معضم دول العالم , حيت أعلنت الإدارة الأمريكية، الأحد، أنها علقت الرحلات الجوية مع بريطانيا وأيرلندا، ليشمل بذلك كافة الدول الأوروبية، في محاولة لوقف انتشار فيروس كورونا.

وقال مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكي، في مؤتمر صحفي بالعاصمة واشنطن، إن تعليق الرحلات الجوية مع بريطانيا وأيرلندا سيدخل حيز التنفيذ ليلة الاثنين- الثلاثاء.

وأضاف بنس، أن إلحاق البلدين بلائحة الدول الأوروبية التي جرى تعليق الرحلات الجوية معها، جاء إثر ارتفاع حالات الإصابة والوفيات جراء الفيروس.

والأربعاء، أعلن الرئيس الأمريكي أن بلاده ستعلق استقبال كافة الرحلات الجوية القادمة من أوروبا بأكملها، باستثناء بريطانيا وأيرلندا، لمدة 30 يوما

لم تنفرد الولايات المتحدة الامريكية بتعليق الرحلات , بل جل الدول الغربية المتضررة بالبنسة ضعيفة من الفيروس 

و بالتالي فتحول العلاقات الدولية الى هذا الوضع يجعل  دول العالم ,سيجعل انفراد كل دولة داخل اقليمها تحراب هذا الوباء .

اضافة الى ما سببق سيشكل دذا الوضع تقطة اتعزال . مما ستختل معه العديد من التزامات الدولية . لكن هل هذا سينحصر على العلافات الدلية فقط ام انه له ثأتير على الاقتصاد العالمي 

الفقرة الثانية: تدهور الإقتصاد العالمي

تسبب انتشار فيروس كورونا في دول العالم في الإضرار بالاقتصاد العالمي ، وإحداث خلل في أسواق الطاقة والعملات والسلع والمواد الاستهلاكية والإنتاجية والطيران وغيره ، مما حدا بالدول إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الأنشطة العامة في القطاعين الحكومي والخاص في محاولة للسيطرة على الوضع الراهن الذي يتفاقم يوماً بعد يوم.
وتضاف أزمة الفيروس إلى أزمات أخرى يعاني منها عالمنا ، هي تراكمات الديون الأوروبية ، وعدم استقرار أسعار الطاقة ،وتذبذب سوق العملات ،وخسائر الدول من الكوارث الطبيعية التي تسببت فيها الأمطار والاحترار والجفاف ، إضافة ً إلى ذلك تداعيات خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي على منطقة اليورو ، وتأثير انتشار الفيروس على أوجه الاقتصاد.
فإنّ توقف حركة الطيران العالمي ، وإغلاق مناشط تجارية وترفيهية سيكون له تأثير سلبي على المكاسب الاقتصادية ، وسيعمل على الإضرار بالحركة التجارية .
وقد تأهبت المنظمات الدولية ومؤسسات مالية لدفع حزمة أموال تحفيزية لاقتصاديات دول متضررة من فيروس كورونا ، فقد دفع صندوق النقد الدولي ب 50 مليار دولار كحزمة مالية لمواجهة أزمة كورونا ، وقررت الولايات المتحدة الأمريكية دفع حزمة تمويل قدرها 500 مليار دولار ، والصين تضخ أكثر من 173 مليار دولار ، لتواجه مؤسساتها الأزمة الراهنة
وبلغت الأضرار الناجمة عن الانتشار المرضي أكثر من 15 مليار دولار في الاتحاد الأوروبي ، و5 مليارات دولار بالولايات المتحدة الأمريكية ، و5 مليارات دولار في اليابان ، وهبوط الاستثمارات الخارجية في أوروبا ل 400 مليار دولار ، وأكثر من 300 مليار دولار خسائر الاقتصاد العالمي ، وبلغت خسائر شركات الطيران العالمية 113 مليار دولار .
وتتسارع الجهود الدولية لإنقاذ أسواق المال من انهيار مفاجئ كالذي حدث مع بداية ظهور وباء كورونا ، وأثر على أرباح شركات كبرى ، وتشمل خطط التحفيز ضخ أموال في البنوك والمصارف وتقييد الإنفاق بقدر الإمكان وقصر الجهود على مكافحة انتشار الوباء في أوجه النشاط التجاري والصناعي والصحي والمالي بهدف الحد من الخسائر المحتملة .
وتتوجه اقتصاديات الدول إلى اتخاذ خطوات فاعلة للحد من انتشار كورونا ، ودراسة الأولويات في المرحلة الراهنة ، إلا أنه من المؤكد أنّ انتشار الفيروس أثر سلباً على الأداء الاقتصادي للدول.

بالتالي فيتوقع العالم أزمة مالية صعبة بعد بعد محاربة هذا فيروس كورونا الجديد

رغم الأثر السالبية الثي خالفها فيروس كورونا بكل بقع العالم فإنه الأن في أيامه الأخيرة تظرا لجهود المبدولة . 

المحور الثاني: تهديد الأمني الكوروني للمغرب

المغرب بدوره لم يسلم من تهديد فيروس كورونا الجديد فقد صراحة وزارة الصحة لرأي العام ومباشرة بعد الندوة الصحفية التي عقدتها أمس يوم السبت 14 مارس 2020، أنه تم تأكيد حالة إصابة جديدة واحدة بفيروس كورونا المستجد، كما أنه خلال ليلة السبت- الأحد؛ تم تسجيل 10 حالات إصابة جديدة مؤكدة بنفس الفيروس، ليكون بذلك العدد الإجمالي للحالات المؤكدة إصابتها بمرض كوفيد-19، هو 28 حالة ببلادنا إلى حدود يومه الأحد 15مارس 2020.

من هذا المنطلق سناول عرض إبرز أهم التهديد لفيروس كورونا على المستوى الإجتماعي  ( الفقرة الأولى ), وبعض طرق الوقاية منه ( الفقرة الثانية ) .

الفقرة االأولى: تدهور الوضع الإجتماعي 

إن التهديد المباشر الذي يخلقه فيروس كوفيد-19 ينعكس بالأساس الوضع اللإجتماعي لدلك سنحاول أن نبرز أهم هذه المظاهر على شكل الأتي :

اولا: قطاع التعليم

أعلنت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي أنه تقرر توقيف الدراسة بجميع الأقسام والفصول انطلاقا من يوم الاثنين المقبل حتى إشعار آخر، جاء هذا الإجراء نتيجة خوف الوزراة المعنية من تفشي فيروس كورونا بين التلميذ و الطالبة …  

وبالثالي فهذا القرار رغم ماله من وقاية و احتراز و حفاظ على الصحة العامة , فله أثر سالبي علي قطاع التعليم 

ثانيا: قطاع الصحة

مشاهدة ارتفاع عدد المصابين بفيروس كورونا كوفيد-19 , من حالة وحيدة إلى 29 حالة مؤكدة يدفعنا بالقول إن وضع الصحة العامة أمام تهديد جديد أكتر خطورة لم يسبق له مثل بالمغرب .

بالتالي هذا الوضع سيجعلنا أمام الصحة العامة بالمغرب في حالة مخيفة , من قبيل  تأزم حالات إلى إكثضاض داحل المستشفى.

الفقرة الثانية: الطرق التي نهجها المغرب للوقاية من فيروس كورونا

نهجت الحكومة المغربية سياسة إستباقية , بعد الإستفادة من التجارب الأوروبية  السابقة التي يمكن وصفها نوعا ما بالفاشلة بالخصوص طرق الوقاية التي نهجتها إيطاليا و , لدلك سنحاول عرض لأبرز الطرق التي إتبعها المغرب للحد من إنتشار ففيروس كورونا وهي :

  • توقيف الدراسة على جميع المستويات , دالك عبر قرار لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي تعليق الدراسة في المغرب، ضمن حزمة تدابير احترازية إلى للحد من انتشار فيروس كورونا.

وأعلنت الوزارة توقيف الدراسة بجميع الأقسام والفصول، بدءًا من يوم الإثنين 16 مارس/آذار وحتى إشعار آخر، بما في ذلك رياض الأطفال، وجميع المؤسسات التعليمية، ومؤسسات التكوين المهني، والمؤسسات الجامعية التابعة لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سواء منها الحكومية أو الخاصة

تعويضها بنظام الدراسة عن بعد

  • منع التجمعات أكتر من 50 شخص حيت أعلنت وزارة الداخلية أنه قد تقرر، وحتى إشعار آخر منع جميع التجمعات العمومية التي يشارك فيها 50 شخص فما فوق بسبب فيروس كورونا. ويضيف بلاغ وزارة الداخلية، أنه في إطار التدابير الاحترازية المتخذة لمواجهة الوضع الاستثنائي المتعلق بخطر تفشي فيروس كورونا المستجد على مستوى التراب الوطني، تعلن وزارة الداخلية أنه قد تقرر، وحتى إشعار آخر، منع جميع التجمعات العمومية التي يشارك فيها 50 شخصا فما فوق.

وأوضح بلاغ لوزارة الداخلية، أنه تقرر أيضا وحتى أشعار آخر إلغاء جميع التظاهرات واللقاءات الرياضية والثقافية والعروض الفنية.

  • إغلاق المقاهي و المطاعم حيت قررت وزارة الداخلية إغلاق المقاهي، والمطاعم، والقاعات السينمائية، والمسارح، وقاعات الحفلات، والأندية والقاعات الرياضية، والحمامات، وقاعات الألعاب وملاعب القرب، في وجه العموم، وحتى إشعار آخر، وذلك انطلاقا من يومه الاثنين 16 مارس 2020 على الساعة السادسة مساء.

ويأتي هذا الإجراء حسب بلاغ لوزارة الداخلية في إطار التدابير والإجراءات الاحترازية المتخذة للتصدي لخطر تفشي وباء كورونا المستجد ببلادنا، ومن منطلق المسؤولية والحرص على ضمان الأمن الصحي للمواطنات والمواطنين.

عموما يمكن اعتبار هذه الإجراءات أهم و أنجع الطرق المتبعة للحد من إنتشار فيروس كورونا , كما لايخفى على أحد وعي الشعب المغربي بعد مشاهدة إلتزامه مع قرارات السلطة العامة , إضافة إلى حمالات التوعية التطوعية

الخاتمة

رغم ما يشكله فيروس كورونا الجديد من تهديد أمني على المستوى العالمي على المستوى السياسي و الإجتماعي و الإقتصادي … تبقى الجهود المبدولة على الصعيد العالمي الأقرب للحد من إنتشاره بل القضاء عليه , إضافة إلى نهج الوقائي الذي يتبعه المغرب بهذا الصدد.

المعلومة القانونية –  يونس قبيلي

باحت سلك ماستر الحكامة الأمنية و حقوق الإنسان

قد يعجبك ايضا