هل لازالت مرافعات المحامين بالطريقة التقليدية مفيدة أم أصبحت عائقا أمام الممارسة القضائية؟
جوابا عن هذا السؤال العريض، نظمت هيئة المحامين بباريس، بالتشارك مع محكمة باريس، يوم الجمعة 10 مارس 2017 يوما دراسيا بجامعة السوربون، خصص لمناقشة ” المرافعات واهميتها ودورها في الممارسة القضائية.
الذي طبع عروض هذا اليوم الدراسي كما جاء على حد تعبير مجموعة من الباحثين والمختصين هو رؤية مشتركة لمجموع المتناظرين حول تغير وظيفة المرافعات القضائية للمحامين، موازاتا وتغير الممارسة القضائية، وتطور متطلبات الواقع.
وحيث أن أغلب المتدخلين وخاصة من القضاة في إطار ذلك عبروا على فكرة واحدة، مفادها على أن شكل المرافعة التقليدي أصبح غير ذي جدوى أمام التطور الحاصل، وان إطالة المرافعات من لدن الموكلين أصبحت عائقا أمام السرعة المتطلبة لعرض النزاعات، سواء على المستوى التقني، أو على المستوى الموضوعي.
بحيث أكد النقيب السابق السيد اوليفي سور، بان المرافعة لم تعد وسيلة المحامي للهيمنة على المحكمة بصوت رجولي جهوري كما كان عليه الحال سابقا، نظرا لجملة من الأسباب لعل أبرزها، هو تأنيث المهنة بولوج زميلات للمارسة، الشئ الذي غير طبيعة المرافعة، لتصبح مرتكزة على التشاركية وعلى تقاسم الأحاسيس.
في حين توجهت إقتراحات الفرقاء المتناظرين إلى ماسمي بالمرافعة التشاركية كحل لتفادي عيوب وإنتقادات المرافعات التقليدية، وذلك بالأساس لما سوف تمنحه المرافعات التشاركية للقضاة من هامش حر، يتحلى في طرح أسئلة محددة ليجيب عنها الدفاع بمرافعاته الشفوية، بالإضافة لتدخله من أجل تسليط الضوء على مجموعة من التوضيحات التي يراها مهمة في القضية، حضي بمناقشة مستفيضة، وكذى طرح أسئلته إلى الطرف الآخر حتى يجيب عليها في إطار ذلك.
هذا الموضوع يراه مجموعة من المهنيين والباحثين في المجال القضائي بالمغرب يستحق المناقشة والمناظرة بين جميع أطراف العملية القضائية، موازاتا والنقاش الحاصل لدى الممارسة القضائية المقارنة الفرنسية نموذجا.