لماذا خرج المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية وناضل من أجل العودة للاتحاد الإفريقي

من إعداد الباحث والمحكم الدولي العمري المفضل

يمكن الرد على الذين يعتقدون أنهم عباقرة وهم يرددون : ” لماذا يطالب المغرب اليوم بالانضمام إلى الاتحاد الإفريقي وقد خرج من منظمة الوحدة الإفريقية طوعيا ؟ يمكن الرد على هؤلاء بأن منظمة الوحدة الإفريقية حينما ارتكبت خطيئة إقحام كيان وهمي اسمه البوليساريو عام 1984 كانت عبارة عن مزبلة اجتمعت فيها مجموعة من الضباع يتربص بعضها ببعض ، وقد بدا للمرحوم الحسن الثاني أنها منظمة لا جذور لها في الشعوب الإفريقية بل هي مجرد تجمع لبعض الرؤساء الأفارقة الفاشستيين يتلاعبون بمصائر الشعوب الإفريقية ويتاجرون بمصالحها ، فكان ما كان من تلاعب مفضوح عندما تم إقحام جماعة البوليساريو التي لا تملك أرضا لها سيادة عليها وغير معترف بها من طرف الأمم المتحدة … أما اليوم فيمكن طرح السؤال : هل شعوب إفريقيا 1984 هي شعوبها في 2017؟ ، باستثناء الجزائر وبعض الدول الفاشستية الأخرى وهي قليلة جدا يمكننا أن نقول بأن شعوب إفريقيا قد استوعبت منافع النهج الديمقراطي لتطوير معيشتها والاعتماد على الذات لتحسين نسبة النمو الاجتماعي لديها ، بالإضافة لانتشار وسائل الاتصال الاجتماعي الحديثة التي أصبح العالم معها قرية صغيرة ، ونشر الإحساس بالحرية ومطالب الديمقراطية ، كلها جعلت الاتحاد الاتحاد الإفريقي اليوم ليس هو مزبلة منظمة الوحدة الإفريقية بالأمس ، والدليل على ذلك هو أن المغرب منذ أن خطط لتحقيق هدف العودة للاتحاد الإفريقي وضع نصب عينيه استهداف التقارب مع الدول التي بدأت شعوبها تستشعر نمط العيش في الديمقراطية وبالديمقراطية ، لذلك ظهر وكأن هناك تنسيق بين المغرب والرئيس الجديد للاتحاد الإفريقي السيد ألفا كوندي رئيس غينيا كوناكري ورئيس القمة الثامنة والعشرين للاتحاد الإفريقي 2017 ، قلتُ وكأنه ظهر تنسيق بين المغرب وألفا كوندي حينما أدرك هذا الأخير أن دلاميني زوما وجماعة العشرة المحيطة بالجزائر يتمادون في مناوراتهم لمنع عودة المغرب للاتحاد الإفريقي ، فضربهم ألفا كوندي بسياط الديمقراطية حينما قال للرافضين : ” بين يدي 39 رد من طرف 39 دولة إفريقية توافق كتابة على عودة المغرب إلى الاتحاد فهل تريدون الديمقراطية أم شيئا آخر ؟ ” … ألقمهم ألفا كوندي حجرا وتجنبوا التصويت الذي سيفضحهم ، وتجاوزوا مرحلة التصويت ، لأن حقيقة ما جرى هو أن 39 دولة أجابت كتابة بالموافقة على عودة المغرب وأجابت 10 دول كتابة بعدم الموافقة ولم تتوصل مفوضية الاتحاد الإفريقي بجواب 04 دول إفريقية ، لذلك هدد ألفا كوندي بالرجوع إلى التصويت ، وقد قيل فيما بعد أن حتى أولئك العشرة الذين أجابوا كتابة بعدم قبول عودة المغرب قد غير بعضهم رأيه أثناء المناقشة داخل القاعة واقتنعوا بأنهم سيصبحون من الأقلية ( قيل منهم دولة مصر التي غيرت رأيها داخل القاعة ) ولو التجأوا للتصويت كان عدد الذين سيصوتون لصالح المغرب سيرتفع إلى أكثر من 40 دولة ، لذلك سكتت زوما وجماعة الجزائر وتجاوزوا عملية التصويت … كل هذا ومع ذلك تجنب أمير المؤمنين في خطابه النبيل إحراج الدول التي كانت ترفض عودة الروح النبيلة لمنظمة يجب أن تدافع عن القيم النبيلة .

قد يعجبك ايضا