الأسمدة الإفريقية بين إكراهات الواقع وتطلعات القمة الإفريقية الأولى بنيروبي في كينيا

د. محمد البغدادي

باحث في العلوم القانونية

بكلية الحقوق بطنجة

 

مقدمة:

من الواضح جدا أن الأسمدة الإفريقية المستخرجة من الفوسفاط[1] وصحة التربة أضحت ركيزتان أساسيان لتعزيز الاكتفاء الذاتي الغذائي[2] وتوطيد الأمن الغذائي المستدام[3] وتقوية السيادة الغذائية[4] وتطوير الإنتاج الزراعي والفلاحي داخل القارة الإفريقية، وذلك في ظل تراكم وتعاقب التحديات التي تفرضها الساحة العالمية سواء تعلق الأمر بتبعات جائحة كورونا واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية أو تزايد الاضراب السياسي وعدم الاستقرار، والنزاعات العرقية والطائفية، والفقر والبطالة والمجاعة والأمراض والأوبئة، وانتشار الإرهاب والجريمة المنظمة على نطاق واسع، وتزايد التدخلات الخارجية والتنافس الدولي على ثروات القارة الإفريقية.[5]

ويراد بالأسمدة الإفريقية على أنها تلك الأسمدة التي من شأنها تحسين الأمن الغذائي وتطوير الإنتاج الزراعي والفلاحي، وهذا ما أكدت عليه القمة الإفريقية الأولى حول الإسمنت وصحة التربة بنيروبي في كينيا، والتي نظمتها الحكومية الكينية والاتحاد الإفريقي ما بين 7 و9 ماي 2024، حيث أشارت إلى مسألة الاستعانة بالممارسات الفضلى للمغرب في مجال الأسمدة وخبرات وتجارب وإمكانيات المغرب في مجال الأمن ضمان الغذائي.[6]

واعتبارا لأهمية الأسمدة الإفريقية في ضمان السيادة الغذائية وتحسين الأمن الغذائي داخل القارة الإفريقية، فإن الإشكالية المحورية تتمثل فيما يلي: كيف يمكن للأسمدة الإفريقية أن توازن بين ضمان الأمن الغذائي وتطوير الإنتاج الزراعي والفلاحي؟

وتحت هاته الإشكالية المركزية تتفرع عنها التساؤلات التالية: ماهي إكراهات الأسمدة الإفريقية؟ وماهي تطلعات الأسمدة الإفريقية في ضوء القمة الإفريقية بنيروبي في كينيا؟.

ولمقاربة هذا الموضوع، ارتأينا الاعتماد التقسيم التالي:

المبحث الأول: إكراهات الأسمدة الإفريقية

المبحث الثاني: تطلعات الأسمدة الإفريقية في ضوء القمة الإفريقية بنيروبي في كينيا

 

المبحث الأول: إكراهات الأسمدة الإفريقية

منذ العصور القديمة والوسطى اهتم الإنسان كثيرا بتحسين وزيادة مردود إنتاج المحاصيل الزراعية. وذلك بإضافة العديد من المواد المعدنية أو العضوية، واستمر الحال هكذا حتى أواخر القرن السادس عشر حيث أصبح هذا ما تجريبي الموضوع إلى حد. وقد وجد بالصدفة أو عن طريق الصواب أو ٍ الخطأ بأن إضافة المخلفات العضوية والمواد المعدنية للتربة قد حسن نمو النبات وبشكل مذهل .كما أن الأسمدة الإفريقية أضحت محط اهتمام من لدن الشركاء الاستراتيجيين والدوليين في ظل التنافس العالمي حول القمح بين روسيا وأوكرانيا.

وعليه ، سوف نتطرق إلى تسريع وتيرة النمو الديمغرافي وتداعيات التقلبات المناخية على إفريقيا في  المطلب الأول و ندرة الموارد المائية والطبيعية والمالية لتكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية  في المطلب الثاني.

المطلب الأول: تسريع وتيرة النمو الديمغرافي وتداعيات التقلبات المناخية على إفريقيا

تشهد القارة الإفريقية العديد من الأزمات والتحديات والصعوبات سواء تعلق الأمر بوجود تسارع كبير في النمو الديمغرافي من خلال تعاظم الحاجيات الضخمة فيما يخص ولوج إلى الغذاء أو تداعيات التقلبات المناخية على إفريقيا، والتي تتمثل في شح المياه وموجة الجفاف وتوسع مساحة التصحر وملوحة

الأراضي الزراعية وهشاشة بعض المناطق الزراعية على اعتبار أن مساحة الأراضي الزراعية داخل القارة الإفريقية تبلغ 25 في المائة من المساحة الزراعة العالمية، مع العلم أن تقرير المعهد الدراسي للتقلبات المناخية أشار بشكل واضح إلى أن القارة الإفريقية مقبلة على ارتفاع الحرارة في السنوات المقبلة إلى 3 درجات، كما أن الإنتاج الفلاحي الإفريقي لا يمثل سوى 10 في المائة من الإنتاج العالمي .[7]

كما تعد ظاهرة التقلب المناخي وتأثيراتها السلبية من بين أهم الظواهر الطبيعية انتشارا على المستوى الجغرافي. إذ شهد المجتمع الدولي، والإقليمي تغيرات مناخية وبيئية حادة، وذلك منذ النصف الثاني من القرن العشرين وحتى يومنا هذا، حيث تزايدت تركيزات غازات الاحتباس الحراري )ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وغاز ثاني أكسيد النيتروز) في الغلاف الجوي بمعدلات غير مسبوقة، فبلغت نحو 400 جزء لكل مليون، مقارنة ما بين 180 و300 جزء لكل مليون خلال الثمانية ألف عاما السابقة. كما تفاقمت حدتها مع بداية القرن الحادي والعشرين، حيث بلغت الكسور الجزيئية لغازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي مستويات مرتفعة جدا مقارنة بنظائرها فيما قبل العصر الصناعي عام 1750 ، ويرجع هذا الارتفاع غير المسبوق إلى الممارسات البشرية الضارة، التي اعتمدت في رفع مستويات نموها الاقتصادي على الزيادات الكمية للناتج المحلي الاجمالي دون النظر إلى الاعتبارات البيئية المختلفة، الأمر الذي نجم عنه زيادة ملحوظة في تركيزات غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعد واحدا من أكثر الغازات المسببة للاحتباس الحراري، حيث تشكل المستويات المرتفعة منه سبب رئيسي لتغير المناخ في الغلاف الجوي وذلك بنحو 50% ..[8]

المطلب الثاني: ندرة الموارد المائية والطبيعية والمالية لتكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية

بالإضافة إلى الإكراهات المنصبة على تسريع وتيرة النمو الديمغرافي وتداعيات التقلبات المناخية على إفريقيا هناك مشاكل تتعلق بندرة الموارد المائية والطبيعية والمالية لتكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية.

وفي هذا السياق، لقد نشأ عن الوضع الجديد لإفريقيا بعد الاستقلال أن كان للمياه دور حاسم في المعالم الجيوبوليتيكية للوحدات السياسية على مستوى وفرة الموارد المائية وندرتها وتوزيعها وكثرة الأنهار العابرة للدول، مما كان له أثر واضح في علل وأسباب المنعة والقوة أو العكس. وتتعدد اعتبارات الماء بالنظر إلى كونه معطى جغرافيا اقتصاديا كما أنه يمثل ورقة سياسية استراتيجية لدى الحكومات، ومن هنا، فإنه يدخل في المعادلات الجيوسياسية القارية والعالمية عبر المياه العابرة للحدود أو بتجسير الجغرافية المائية ممرات دولية ما يحتم مقاربة تشاركية تضع في الحسبان الجوار الجغرافي والبعد الدولي، ثُمَّ موضوعا عالميا تتداوله الهيئات والمنظمات والخطط الوطنية في برامجها وسياساتها الثنائية والمتعددة الأطراف. كما تقدر موارد المياه العذبة في أفريقيا بنحو 9% من المجموع العالمي لهذه الموارد، ولم تحسن كثير من الدول الإفريقية استغلال هذا المورد الاستراتيجي بعد الاستقلال لخدمة مطالب شعوبها، بل يمكن القول إن المدن الإفريقية عطشى لم يرو ظمأها ولم يطعم جوعها أنهارها ولا بحيراتها ولا مياهها الجوفية في الوقت الذي لا يتوقف فيه نبعها ولا صريرها، بفعل ما يشاهد من قطع مسافات طويلة وجولات صهاريج بين الأحياء لجلب وتوزيع المياه للاستخدام المنزلي اليومي فضلا عن ” التنمية الشاملة ” وفي المقابل سببت أحيانا نزاعات وصراعات. كما لم تعد مسألة تدبير الشأن المائي بإفريقيا قابلة للتأجيل أو العبثية التي طبعت عقودا سياسات الحكومات المتعاقبة، وينظر إليها اليوم على أنها مسألة حياة أو موت للشعوب، ما دفع القيادات إلى تبني بعض الحلول العاجلة من قبيل الرؤية الإفريقية للمياه 2025 بموازاة آفاق أخرى أبعد 2050 وأجندة 2063 للاتحاد الإفريقي.[9]

 

المبحث الثاني: تطلعات الأسمدة الإفريقية في ضوء القمة الإفريقية بنيروبي في كينيا

يراهن الدول الإفريقية على استفادة من التجربة المغربية في مجال الفوسفاط والأسمدة والأمن الغذائي، وذلك تماشيا مع تطلعات القمة الإفريقية الأولى بنيروبي في كينيا من خلال العديد من الإسهامات والمبادرات الرامية إلى تقاسم خبرات المغرب وإمكانياته مع العديد من البلدان الإفريقية.

وتبعا لذلك، سوف نعالج الرهانات المطروحة في إعلان القمة الإفريقية الأولى بنيروبي في كينيا بشأن  الإسمنت وصحة التربة في المطلب الأول و التجربة المغربية في مجال تضامن الأسمدة مع الدول  الإفريقية في المطلب الثاني.

المطلب الأول: الرهانات المطروحة في إعلان القمة الإفريقية الأولى بنيروبي  في كينيا بشأن الإسمنت وصحة التربة

أبرز الإعلان المعتمد في ختام أشغال هذه القمة الحاجة إلى تعزيز استخدام الأسمدة بإفريقيا، مشددا على اتباع مقاربة تعزز صحة التربة والمرونة البيئية. كما أكدت الوثيقة الالتزام بعكس تدهور الأراضي واستعادة صحة التربة بما لا يقل عن 30 بالمائة من الأراضي المتدهورة بحلول سنة 2034. وسلط الإعلان أيضا الضوء على الالتزام بالتشغيل الكامل للآلية الإفريقية لتمويل الأسمدة من أجل تحسين إنتاج الأسمدة وتوريدها وتوزيعها، فضلا عن التدخلات الرامية إلى تعزيز صحة التربة. وتم التركيز، كذلك، على تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لزيادة الاستثمارات في سلسلة قيمة الأسمدة، وكذا على إنشاء شبكات إقليمية للبحث والتطوير لتعزيز تبادل المعرفة والتكنولوجيات.[10]

المطلب الثاني: التجربة المغربية في مجال تضامن الأسمدة مع الدول الإفريقية

حضر المغرب القمة الإفريقية بنيروبي في كينيا وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج السيد ناصر بوريطة، حيث ضم الوفد المغربي، على الخصوص، السفير المدير العام للوكالة المغربية للتعاون الدولي محمد مثقال، والسفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة محمد العروشي، وسفير المملكة بكينيا عبد الرزاق لعسل.[11]

وخلال هذه القمة التي نظمها الاتحاد الإفريقي والحكومة الكينية ما بين 7 و9 ماي 2024، أكد السيد بوريطة أن السياسة الإفريقية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وضعت الأمن الغذائي على الدوام في صلب اهتماماتها، باعتباره أولوية استراتيجية. وأبرز الوزير أن هذه الرؤية من أجل إفريقيا، التي لم تأت من فراغ، تنسجم مع الرؤية الوطنية التي اختارت المملكة من خلالها تنفيذ استراتيجيات طموحة لتحسين الإنتاجية الفلاحية. ولفت إلى أن الرؤية الملكية في هذا المجال يتم تنزيلها من خلال ثلاث جهات فاعلة؛ وهي مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الذراع التنفيذي لهذه الرؤية والرائدة قاريا في سوق الأسمدة، ووزارة الفلاحة، المسؤولة عن السياسات العامة والإستراتيجيات القطاعية في المجال الفلاحي، ووزارة الشؤون الخارجية، التي تسهر على تنزيل الرؤية الملكية للتعاون جنوب-جنوب. وأوضح الوزير أنه يتم تنزيل الرؤية الملكية في هذا المجال من خلال ثلاث جهات فاعلة، وهي: مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، الذراع التنفيذي لهذه الرؤية والرائدة قاريا في سوق الأسمدة، ووزارة الفلاحة، المسؤولة عن السياسات العامة والاستراتيجيات القطاعية في المجال الفلاحي، ووزارة الشؤون الخارجية، التي تسهر على تنزيل الرؤية الملكية للتعاون جنوب-جنوب. وأشار أيضا إلى أن جلالة الملك، الذي يولي أهمية قصوى للمواضيع الاستراتيجية لهذه القمة سواء بالنسبة للمغرب أو لإفريقيا، حرص على أن تشارك فيها المملكة بشكل فعال، من خلال الجهات الفاعلة الثلاث.[12]كما أبرز الوزير أن المغرب، وتنفيذا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، قام بإعداد استراتيجيات قطاعية للتنمية، من بينها “مخطط المغرب الأخضر” الذي تم إطلاقه سنة 2008، ومؤخرا “مخطط الجيل الأخضر”، مسجلا أن هذه الاستراتيجيات تقوم على ركيزتين أساسيتين: تحديث الفلاحة والصناعات الغذائية والتنمية التضامنية للفلاحة العائلية.

وتابع أنه إلى جانب توفير الغذاء، فإن ما اتخذه المغرب من خطوات يعزز مقاربة مندمجة تشمل التنمية الاجتماعية والاقتصادية للعالم القروي والاستثمار في الفلاحة، كقطاع يوفر فرصا هائلة لخلق الثروة وفرص العمل للشباب، مشيرا إلى أن التنمية الفلاحية والأمن الغذائي لا يشكلان أولوية استراتيجية بالنسبة للمغرب فحسب، ولكنهما يمثلان أيض ا الأهداف الرئيسية للتعاون جنوب- جنوب. وفي إطار هذه الروح التضامنية الإفريقية، قال السيد بوريطة إن المغرب تعهد بتقاسم تجربته وممارساته الجيدة مع البلدان الإفريقية الشقيقة، موضحا أن المقاربة المغربية تعطي الأولوية لإقامة شراكات دائمة. وذكر في هذا الصدد، بإطلاق مبادرة “Triple A” من أجل تكييف الفلاحة الإفريقية مع التغيرات المناخية خلال مؤتمر (كوب 22)، وكذا مبادرة “Triple S”، التي تم إطلاقها سنة 2016 إلى جانب جمهورية السينغال، والتي تهدف إلى دعم الاستدامة والاستقرار والأمن في إفريقيا.[13].

وأضاف الوزير أن المملكة تقوم بذلك أيضا بشكل ثنائي، مع العديد من الدول الإفريقية الشقيقة (إثيوبيا ونيجيريا ..)، مبرزا أن عمل المكتب الشريف للفوسفاط في إفريقيا يندرج كذلك في هذا الإطار. وأبرز أنه، وبالنظر للارتفاع الكبير في أسعار الأسمدة وتحديات الأمن الغذائي، فقد عزز المكتب الشريف للفوسفاط حضوره وعمله في إفريقيا من خلال افتتاح 12 تمثيلية في الجهات الأربع للقارة وتعزيز إنتاج وتوزيع الأسمدة من خلال إطلاق ثمانية مشاريع صناعية في إفريقيا، من بينها ثلاث منصات جديدة للتخزين والمزج.

ويتعلق الأمر أيضا، يضيف الوزير، بإطلاق 46 مشروع ا تنموي ا في جميع أنحاء إفريقيا، تركز على تحسين خصوبة التربة والتكوين في المجال الفلاحي، من أجل تعزيز الممارسات الفلاحية المستدامة، وتطوير مبادرات من قبيل برنامج “Agribooster” الذي يقدم دعما شاملا للفلاحين، بما في ذلك الولوج إلى الأسمدة والبذور، وكذا برنامج “Farm&Fortune Hubs” الذي يحول المزارع الصغيرة إلى مقاولات فلاحية منتجة[14].

وأكد السيد بوريطة أنه من أجل تلبية حاجيات إفريقيا، خصصت لها مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط نسبة 20 في المائة من إنتاجها من الأسمدة، مع منح 180 ألف طن من العناصر المغذية للتربة على شكل مساعدات، و370 ألف طن أخرى بسعر منخفض، موضحا أن هذه الكميات تمثل على التوالي 16 في المائة من الطلب الإفريقي الحالي، و25 في المائة من مبيعات المجموعة على مستوى القارة. وأضاف أن المجموعة تعتزم الرفع من إنتاجها بمقدار مليوني طن خلال هذه السنة، مبرزا بذلك التزامها تجاه الفلاحة الإفريقية. ومن خلال هذا الحضور، يتموقع المكتب الشريف للفوسفاط اليوم بإفريقيا كمزود رئيسي بالأسمدة، وبالخبرة كذلك في المجال الفلاحي، خاصة عن طريق مختبرات متنقلة يتم نشرها في عدة بلدان بالقارة.[15] ومن جانب آخر، أكد الوزير أنه، حتى يكون التزام المغرب لفائدة الفلاحة الإفريقية حاسما واستباقيا، فإنه يستلزم تضافر جهود الجميع، داعيا، في هذا الصدد، إلى إحداث تحالف إفريقي للابتكار في الفلاحة.

واعتبر السيد بوريطة أن منصة من هذا القبيل من شأنها التنسيق بهدف تحسين استعمال الأسمدة وصحة التربة عبر القارة، فضلا عن تسهيل تقاسم التكنولوجيا والتطوير المشترك لسياسات تحفيزية في هذا المجال. كما دعا الوزير إلى إرساء برنامج إفريقي للتكوين ومنح الشهادات في مجال تدبير التربة، مبرزا أن هذا البرنامج سيساهم في رفع معايير تدبير التربة والنهوض بالممارسات المستدامة، وذلك عن طريق مراكز إقليمية للتكوين وشهادات إفريقية. وقال السيد بوريطة إن الأمر يتعلق كذلك بإطلاق مبادرة لتمويل البنيات التحتية الفلاحية الخضراء، موضحا أن هذه المبادرة من شأنها دعم تطوير البنيات التحتية الفلاحية المستدامة، بما في ذلك، على وجه الخصوص، إحداث صندوق مخصص لمشاريع الري الصديقة للبيئة، بالإضافة إلى تحفيز الاستثمارات الخاصة في التكنولوجيا التي تحترم البيئة.[16]ودعا الوزير أيضا إلى إنشاء مرصد إفريقي للمعطيات وتحليل التربة، مشيرا إلى أن هذا المرصد سيعمل على تجميع معطيات دقيقة ومحينة ووضعها رهن إشارة البلدان الإفريقية من أجل تحسين عملية اتخاذ القرار في المجال الفلاحي، مع تسخير استعمال التكنولوجيات المتقدمة، مثل الأقمار الاصطناعية. وقال، في هذا الصدد، إن “التفاؤل الإفريقي ي رسخ قناعة المغرب الثابتة بأنه من خلال الاستثمار في الفلاحة الإفريقية، فإننا نرسي أسس إفريقيا آمنة ومستقرة مستقبلا”. وأكد السيد بوريطة أنه “بإمكاننا جميعا رفع تحدي الأمن الغذائي في إفريقيا، التي تتوفر على كل المؤهلات من أجل جعل الفلاحة محركا للتنمية والتحول”، مبرزا أن المغرب يظل، كما كان دائما، مستعدا لتقاسم تجربته وخبرته مع أشقائه الأفارقة، حتى تكون الفلاحة بالقارة مرادفا للاستقرار والازدهار المشترك. وتهدف القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة، التي ينظمها الاتحاد الإفريقي والحكومة الكينية، إلى تسليط الضوء على الدور الحاسم للأسمدة وصحة التربة في تحفيز النمو الفلاحي الإفريقي المستدام لفائدة الفئات الاجتماعية الفقيرة.[17]

 

الخاتمة:

وتأسيسا على ذلك ، يتضح أن الأبعاد الثلاثة للأسمدة الإفريقية التي يمكن الرهان عليها والعمل على ضوء مخرجات القمة الإفريقية للإسمنت وصحة التربة بنيروبي في كينيا هي:

1-البعد التراكمي في مجال تعزيز الإنتاج الفلاحي عن طريق المكننة واستعمال الأسمدة من خلال تقاسم

المغرب تجاربه مع دول إفريقيا بدون قيد أو شرط وهي:

  • سياسة السدود
  • مخطط المغرب الأخضر
  • مخطط الجيل الأخضر

2-البعد المتخصص بالبحث العلمي

3-البعد الاستشرافي من خلال تكيف الفلاحة الإفريقية مع التقلبات المناخية

وفي هذا السياق، ينبغي التذكير إلى أن مديرية الدراسات والتوقعات المالية بتاريخ 24 يناير 2023 أفادت بأن رقم معاملات صادرات الفوسفاط ومشتقاته سجل ارتفاعا ملحوظا، إذ تجاوز 108 مليارات درهم في متم شهر نونبر من السنة المنصرمة، بفعل تأثير الأسعار أساسا. وأبرزت المديرية، في مذكرتها حول الظرفية لشهر يناير 2023، أن رقم المعاملات المذكور ارتفع بنسبة 54.8 في المائة، بعد ارتفاع بلغ 53.2 في المائة في متم نونبر من سنة 2021، مضيفة أن قيمة صادرات مشتقات الفوسفاط بلغت 95.8 مليار درهم، بزيادة نسبتها 54.7 في المائة بدل 58.9 في المائة في السنة الماضية.

ولقد أشار مكتب الصرف في تقريره الذي نشر في شهر فبراير 2024 إلى أن صادرات الفوسفاط ومشتقاته بلغت 76 مليار درهم، هذا فضلا عن أنه يمتلك أكثر من 70 في المائة من احتياطات صخور الفوسفاط، كما صنف المغرب في المرتبة الخامسة عالميا من حيث الدول المصدرة للأسمدة في العالم حسب إحصائيات منصة 2022 STATISTA.

 

وفي ذات السياق ، كشفت معطيات جديدة، عن تخطيط المغرب لإنتاج 8.2 ملايين طن إضافية من الأسمدة الفوسفورية بحلول 2026. فيما يبلغ الإنتاج حاليا حوالي 12 مليون طن. ويمتلك المغرب صناعة أسمدة كبيرة بقدرة إنتاجية ضخمة وانتشار دولي هائل، وهو واحد من أكبر أربع دول مصدرة للأسمدة في العالم بعد روسيا والصين وكندا. وأشار تقرير نشرته مجلة “The conversation” المتخصصة في الطاقات والبيئة، إلى أن الأسمدة المغربية تنقسم إلى ثلاث فئات رئيسية؛ الأسمدة النيتروجينية والأسمدة الفوسفورية وأسمدة البوتاسيوم. وفي 2020 بلغ حجم سوق الأسمدة حوالي 190 مليار دولار أمريكي.ويؤكد التقرير ذاته أن المغرب يتمتع بسمة مميزة في إنتاج الأسمدة الفوسفورية، إذ يمتلك أكثر من 70 % من احتياطيات صخور الفوسفاط في العالم، التي يُشتق منها الفوسفور المستخدم في الأسمدة.ويضيف التقرير، بلوغ عائدات القطاع 2020 زهاء 5.94 مليارات دولار. ويمثل المكتب الشريف للفوسفاط حوالي 20 بالمائة من عائدات التصدير بالمملكة. كما يعتبر أكبر جهة توظيف في البلاد، حيث يوفر فرص عمل لـ21000 شخص.وأعلن مكتب الفوسفاط أخيرا، عن زيادة إنتاجه من الأسمدة نسبة 10 % سنويا. وهذا من شأنه أن يضع 1.2 مليون طن إضافية في السوق العالمية بحلول نهاية السنة. كما أن الاستحقاقات المطروحة على إعلان نيروبي بشأن القمة الإفريقية الأولى حول الإسمنت وصحة التربة تتمثل فيما يلي:

1-ترشيد استعمال الأسمدة مع مراعاة لكل منطقة خصوصية التربة والحفاظ على التوازن البيئي الايكولوجي للتربة.

2-إنشاء المرصد الإفريقي للمعطيات والمعلومات وتحليل التربة حسب ما تم الإشارة إليه في مخرجات الدورة 16 للملتقى الدولي للفلاحة بمكناس، والذي نظم في الفترة من 22 إلى 28 أبريل 2024.

3-الحد من تدهور الأراضي واستعادة صحة التربة ما يقل عن 30 في المائة بحلول عام 2030.

4-إنشاء شبكات إقليمية للبحث العلمي والتطوير لتعزيز تبادل المعرفة والتكنولوجيات عن طريق الرفع المردودية الإنتاجية وتخصيب التربة والتأقلم مع المناخ وتوفير المياه الصالحة للزراعة عبر مختلف التكنولوجيات.

5-تحسين إنتاج الأسمدة والتوريد والتوزيع خاصة بين القطاع الحكومي والقطاع الخاص.

6-استفادة من البحث العلمي وتبادل التجارب والعوامل والخبرات والممارسات الفضلى، خاصة مع المغرب من خلال خبرات المكتب الشريف للفوسفاط ووزارة الفلاحة ووزارة الخارجية.

 

لائحة المراجع:

المقالات:

  • لخضر حبيطة، واقع الزراعة في إفريقيا ورهان على الأمن الغذائي المستدام خلال الأزمات الدولية، المجلة الأكاديمية للبحوث القانونية والسياسية، العدد2، 2023.
  • عبد النبي جادو، دراسة العلاقة بين التغيرات المناخية ووقوع المجتمعات في شرك الفقر شواهد من قارة أفريقيا )دراسة تحليلية)، مجلة البحوث التجارية، العدد 3 ، يوليوز 2023.

الوثائق الرسمية:

  • مداخلة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، يوم الخميس 09 ماي 2024 بنيروبي، كلمة خلال انعقاد أشغال القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة.
  • تقرير الأمم المتحدة عن تنمية الموارد المائية لعام 2021 تقدير قيمة المياه، ص: 7. موقع الأمم اليونسكو 2021، تاريخ الدخول 07/09/2022.

البرامج التلفزيونية:

  • مداخلة إدريس العيساوي، يبرز رؤية المغرب الاستراتيجية لدعم إفريقيا في مجال الفلاحة، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 9 ماي 2024.
  • المصطفى العيسات، الأمن الغذائي أولوية استراتيجية في السياسة الافريقية لجلالة الملك، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 10 ماي 2024.
  • مداخلة المصطفى العيسات، المغرب يضع تجربته في القطاع الفلاحي رهن إشارة الدول الإفريقية ، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 8 ماي 2024.
  • مداخلة بدر الزاهر الأزرق، القطاع الفلاحي ركن أساسي في التعاون بين المغرب والدول الإفريقية ، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 10 ماي 2024.
  • مداخلة بدر الزاهر الأزرق، ارتفاع معاملات صادرات الفوسفاط، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 25 يناير 2023.
  • مداخلة محمد الجدري، ارتفاع معاملات صادرات الفوسفاط، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 25 يناير 2023
  • مداخلة محمد الشكوندي، نيروبي-كينيا: وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج يمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أشغال القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة، مشاركة في برنامج قناة الأخبار الرئيسية الأولى، يوم 9 ماي 2024.
  • مداخلة محمد الشرقي، القمة الإفريقية:الأسمدة والتزام المغرب تجاه إفريقيا، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 11 ماي 2024.
  • مداخلة محمد الشرقي، كينيا -القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة: الأمن الغذائي أولية استراتيجية ضمن السياسة الإفريقية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مشاركة في برنامج قناة الأخبار الظهيرة الأولى، يوم 10 ماي 2024.
  • مداخلة عبد الحفيظ والعلو، المغرب يقدم مبادرات ومشاريع ملموسة لتعزيز الاندماج والتنمية بإفريقيا، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 6 ماي 2024.
  • مداخلة عبد النبي عبد المطلب، القمة الإفريقية ـ الأسمدة والتزام المغرب تجاه إفريقيا، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 11 ماي 2024.
  • مداخلة عبد النبي صبري، المغرب يولي أهمية خاصة لصون وتعزيز الأمن الروحي بإفريقيا، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 9 ماي 2024.
  • مداخلة عبد الفتاح الفاتحي، المغرب يضطلع بأدوار طلائعية في تعزيز الأمن والتنمية على المستويين الإقليمي ومتعدد الأطراف، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 6 ماي 2024.
  • مداخلة عبد الفتاح الفاتحي، المغرب ملتزم بتعزيز الديمقراطية بإفريقيا، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 2 ماي 2024.

 

الإحالات:

[1] الفوسفاط هو أم معادن وهو الذي يصلح ما أفسدته الطاقة الأحفورية.

[2] الاكتفاء الذاتي الغذائي: هو قدرة المجتمع على إنتاج كل احتياجاته الغذائية  حليا بالاعتماد الكامل على  الموارد والإمكانيات الذاتية”

[3] الأمن الغذائي المستدام: هو الذي يقوم حسب التعريف الذي وضعته الأمم المتحدة عام 1996 على أربعة أسس:، وهي التوافر أي التثبت من انتاج ما يكفي من الأغذية، والوصول، أي التثبت من أن الناس لديهم الوسائل الاقتصادية الكافية للحصول عليها، والاستقرار الذي يضمن إمكانية الوصول في أي وقت، ومسألة الاستخدام التي تشمل مفهوم النوعية الغذائية والصحية.”

[4] السيادة الغذائية: هي حق الشعوب والبلدان في تحديد السياسات التي تناسب ظروفها البيئية ّ وخبراتها الموروثة في مجال زراعة الأرض والصيد البحري، وفي إنتاج المحاصيل التي تتوافق مع أذواقها وعاداتها الغذائية، باستعمال طرق الإنتاج والتكنولوجيا اليت تختارها دو ن تدخل أو تمويل مفخخ من الشركات والمنظمات الكبرى، وأن يتم توجيه إنتاجها لتلبية الطلب المحلي بداية بأقرب الأسواق من أجل تخفيض النقل.

[5] لخضر حبيطة، واقع الزراعة في إفريقيا ورهان على الأمن الغذائي المستدام خلال الأزمات الدولية، المجلة الأكاديمية للبحوث القانونية والسياسية، العدد2، 2023، ص:1978.

[6] مداخلة محمد الشرقي، كينيا -القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة: الأمن الغذائي أولية استراتيجية ضمن السياسة الإفريقية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، مشاركة في برنامج قناة الأخبار الظهيرة الأولى، يوم 10 ماي 2024. وللمزيد من التوضيح راجع مداخلة عبد الفتاح الفاتحي، المغرب ملتزم بتعزيز الديمقراطية بإفريقيا، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم  2 ماي 2024.

[7] مداخلة محمد الشكوندي، نيروبي-كينيا: وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج يمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أشغال القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة، مشاركة في برنامج قناة الأخبار الرئيسية الأولى، يوم 9 ماي 2024.

[8] عبد النبي جادو، دراسة العلاقة بين التغيرات المناخية ووقوع المجتمعات في شرك الفقر شواهد من قارة أفريقيا )دراسة تحليلية)، مجلة البحوث التجارية، العدد 3 ، يوليوز 2023،ص:664.

[9] تقرير الأمم المتحدة عن تنمية الموارد المائية لعام 2021 تقدير قيمة المياه، ص: 7. موقع الأمم اليونسكو 2021، تاريخ الدخول 07/09/2022.

[10] المصطفى العيسات، الأمن الغذائي أولوية استراتيجية في السياسة الافريقية لجلالة الملك، مشاركة في برنامج قناة  ميدي1 تيفي، يوم 10 ماي 2024.

[11] مداخلة بدر الزاهر الأزرق، ارتفاع معاملات صادرات الفوسفاط، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 25 يناير 2023. وللمزيد من التوضيح راجع مداخلة عبد الفتاح الفاتحي، المغرب يضطلع بأدوار طلائعية في تعزيز الأمن والتنمية على المستويين الإقليمي ومتعدد الأطراف، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 6 ماي 2024.

[12] مداخلة المصطفى العيسات ، المغرب يضع تجربته في القطاع الفلاحي رهن إشارة الدول الإفريقية ، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 8 ماي 2024. وللمزيد من التوضيح راجع مداخلة محمد الجدري، ارتفاع معاملات صادرات الفوسفاط، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 25 يناير 2023.

[13] مداخلة محمد الشرقي، القمة الإفريقية :الأسمدة والتزام المغرب تجاه إفريقيا، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 11 ماي 2024.

[14] مداخلة بدر الزاهر الأزرق، القطاع الفلاحي ركن أساسي في التعاون بين المغرب والدول الإفريقية ، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 10 ماي 2024. وللمزيد من التوضيح راجع مداخلة عبد النبي صبري، المغرب يولي أهمية خاصة لصون وتعزيز الأمن الروحي بإفريقيا، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 9 ماي 2024.

[15] مداخلة عبد النبي عبد المطلب، القمة الإفريقية ـ الأسمدة والتزام المغرب تجاه إفريقيا، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 11 ماي 2024.

[16] مداخلة عبد الحفيظ والعلو، المغرب يقدم مبادرات ومشاريع ملموسة لتعزيز الاندماج والتنمية بإفريقيا، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 6 ماي 2024.

[17] مداخلة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، يوم الخميس 09 ماي 2024 بنيروبي، كلمة خلال انعقاد أشغال القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة. وللمزيد من التوضيح راجع مداخلة إدريس العيساوي، يبرز رؤية المغرب الاستراتيجية لدعم إفريقيا في مجال الفلاحة، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 9 ماي 2024.

قد يعجبك ايضا