المؤتمر المغربي العالمي لحظر الاستخدام السياسي للدين بين حفظ الأمن والسلم الدوليين واحترام تعدد الأديان

محمد البغدادي

المقدمة:
يحظى المؤتمر المغربي العالمي لحظر الاستخدام السياسي للدين باهتمام دولي واسع في سبيل خلق معايير دولية تكفل حفظ الأمن والسلم الدوليين واحترام وتلاقح جميع الأديان من خلال التخفيف
والتقليص من وطأة إساءات استخدام الدين لأغراض سياسية، لاسيما وأن المملكة المغربية تستقطب بمراكش الاجتماع الوزاري الأول للتحالف الدولي ضد “داعيش” بتاريخ 11 ماي 2022 بعد أن تم تنظيم أول اجتماع دولي لمكافحة داعش سنة 2014 ، هذا فضلا عن تصدر المملكة المغربية الرتبة الأولى في مؤشر الدول الجيدة لسنة 2022 من خلال المساهمة في حفظ الأمن والسلم الدوليين بتاريخ 6 ماي 2022 بناء على ثلاث تقارير أساسية صادرة عن منظمات دولية، بما في ذلك الأمم المتحدة وصندوق
البنك الدولي والصليب الأحمر الدولي ، وذلك باعتراف وإشادة التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية الخاص بالحريات الدينية الذي صدر بتاريخ 2 يونيو 2022 ، حيث يؤكد على تجديد مواقع التراث اليهودي ودور العبادة والمقابر وإدراج التاريخ اليهودي في المناهج الدراسية ، باعتبار أن المغرب على مدى قرون أرض لتسامح الأديان وتلاقح الثقافات ، وكذا دور العاهل المغربي الملك محمد السادس في مكافحة الكراهية و التشردم والجهل والتطرف ، وتعزيز جهود السلام والتنمية ،وبناء الجسور بين الثقافات ومكافحة كل أشكال العنصرية والتعصب في العالم، هذا فضلا عن إشادة واعتراف رئيس الاتحاد البرلماني الدولي دوارتي باشيكو بمديني الرباط والداخلة ما بين 13 و15 خلال شهر يوليوز 2022 حول جعل المغرب أرض التسامح والتعايش، وترسيخ ثقافة الحوار والسلام والسلم.

ويراد بالمؤتمر المغربي العالمي لحظر الاستخدام السياسي للدين على أنه مبادرة دولية تعقدها منظمة
“بيبيور إنترناشونال” بالتعاون مع منظمات مغربية غير حكومية مؤتمرا عالميا في العاصمة المغربية
الرباط يومي 11-12 ماي 2022، وذلك في إطار سن معاهدة دولية لحظر الاستخدام السياسي للدين،
بعد التأييد الواسع للمبادرة في أكثر من 60 بلدا.
ونظرا لأهمية المؤتمر المغربي العالمي لحظر الاستخدام السياسي للدين في ضمان الأمن
العالمي واستثباب السلم الدولي إزاء محاربة الفكر المتطرف والتعصب الديني ونبذ الإرهاب الذي يخدم
أجندة ضيقة لأهداف سياسية، فإن الإشكالية المحورية تتمثل فيما يلي: هل سيستطيع المؤتمر المغربي
العالمي في التوصل إلى معاهدة دولية لحظر الاستخدام السياسي للدين؟.
وتحت هاته الإشكالية المركزية تتفرع عنها التساؤلات التالية: ماهي الأهداف الكبرى من انعقاد المؤتمر
المغربي العالم لحظر الاستخدام السياسي للدين؟ وما هي التجربة المغربية الحضارية والعالمية في احترام
تعدد الأديان وإشاعة التسامح؟.
ولمقاربة هذا الموضوع، ارتأينا اعتماد التقسيم التالي:
المبحث الأول: الأهداف الكبرى من انعقاد المؤتمر المغربي العالمي لحظر الاستخدام السياسي للدين
المبحث الثاني: التجربة المغربية الحضارية والعالمية في احترام تعدد الأديان وإشاعة التسامح
المبحث الأول: الأهداف الكبرى من انعقاد المؤتمر المغربي العالمي
لحظر الاستخدام السياسي للدين
ما من شك أن الأهداف الكبرى من انعقاد المؤتمر المغربي العالمي لحظر الاستخدام السياسي للدين
تندرج ضمن توجهات ومبادئ المنظومة الدولية برمتها، حيث يسعى المنتظم الدولي إلى خلق توازنا حقيقيا
بين ضمان الأمن العالمي واحترام تعدد الأديان.
وعليه، سوف نتطرق إلى التخفيف من وطأة الاستخدام السياسي على أساس الدين في المطلب الأول و
عدم المساس بالقناعات والخيارات والاختيارات الشخصية للأفراد والجماعات في حرية ممارسة
الشعائر الدينية في المطلب الثاني.
المطلب الأول: التخفيف من وطأة الاستخدام السياسي على أساس الدين
معلوم أن انعقاد المؤتمر المغربي العالمي لحظر الاستخدام السياسي للدين في العاصمة المغربية الرباط،
يأتي في سياق دولي وإقليمي مختلف، لاسيما استمرار الحرب الروسية الأوكرانية والانتشار الواسع
للحركات والعناصر المتطرفة العنيفة أو المتشددة، وتواجد الكثير من التنظيمات الإرهابية في العالم،
حيث تستخدم الدين لأغراض سياسية لخدمة أجندة ضيقة، في حين أن السياسية يجب أن تخدم الجميع
بدون تمييز وكراهية وعنصرية.
وينبغي التذكير إلى أن التعاون في المؤتمر المغربي العالمي لحظر الاستخدام السياسي للدين يجب أن
يكون على أكثر من صعيد، وذلك من خلال تحقيق بين حفظ الأمن والسلم الدوليين واحترام وتلاقح
تعدد الأديان على أساس نبذ التفرقة والدين وتفعيل التوجهات والمبادئ الكبرى للقانون الدولي وميثاق
الأمم المتحدة.
المطلب الثاني: عدم المساس بالقناعات والخيارات والاختيارات الشخصية
للأفراد والجماعات في حرية ممارسة الشعائر الدينية.
ما من شك أن المملكة المغربية لها التجربة الكبيرة في حرية ممارسة الشعائر الدينية للأفراد والجماعات
من خلال العديد من المبادرات والإسهامات الدولية والإقليمية والجهوية بشأن تأهيل الحقل الديني
للمملكة سنة 2004، حيث بادر العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى إحداث تغيير شامل في
المنظومة الأمنية والدينية من أجل ابتكار وسائل وأدوات عمل لمواجهة داعيش والتنظيمات الإرهابية
والحركات المتطرفة والجماعات المسلحة المنتشرة في مختلف أنحاء العالم.
وتجدر الإشارة إلى أن القناعات والخيارات والاختيارات الشخصية للأفراد والجماعات في حرية ممارسة
الشعائر الدينية يجب أن لا تخضع لتأثيرات وضغوطات لأية جهة معينة، بحيث إن المملكة المغربية
تقوم على احترام تعدد الأديان، ونهج الأمن والسلم الدوليين من خلال الاستقرار الديني في شخص
رئيس الدولة المغربية الحديثة العاهل المغربي محمد السادس، والذي له صلاحيات دينية واسعة بموجب
دستور2011.
المبحث الثاني: التجربة المغربية الحضارية والعالمية في احترام تعدد
الأديان وإشاعة التسامح.
حظي موضوع احترام تعدد الأديان وإشاعة التسامح باهتمام وانشغال كبيرين من لدن الفاعلين السياسيين
والمتخصصين والأكاديميين، لاسيما في ظل التطورات الحاصة داخل المنظومة الدولية برمتها إزاء
انتشار الفكر المتطرف والتصعب الديني والتنظيمات الإرهابية والجماعات المسلحة في منطقة شمال
غرب إفريقيا.
ومن هنا، سوف نعالج الأدوار الطلائعية للمملكة المغربية في مأسسة الخطاب الديني النموذجي في
المطلب الأول والاستقرار والتعايش الديني للمملكة المغربية من خلال إمارة المؤمنين في المطلب
الثاني.
المطلب الأول: الأدوار الطلائعية للمملكة المغربية في مأسسة الخطاب الديني
النموذجي
لقد استأثر تأهيل الحقل الديني والأمن الروحي للمملكة بأهمية كبرى من لدن المهتمين والأكاديميين
والممارسين ، حيث أكد العاهل المغربي الملك محمد السادس على ضرورة مراجعة جذرية للشأن الديني
في المغرب سنة 2004 وعلاقاته بمحاربة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة، وذلك بالتزامن مع الشروع
في إحداث تغييرات واسعة للمنظومة الأمنية للمملكة سنة 2003.
وتجدر الإشارة إلى أن الحضور المغربي في المحافل الدولية من خلال تجربته المتميزة والمتفردة في
مكافحة الشبكات الإجرامية وتجديد الخطاب الديني النموذجي، والتي تشكل أولوية الأولويات والتي تعد من
أكثر القضايا الأمنية التي تحظى بالمتابعة والاهتمام والعناية في الساحة الدولية بما في ذلك أجندة
المنتظم الدولي والأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي الذي يسهر على السلم والأمن الدوليين، أضف إلى
ذلك أن المغرب أصبح حليفا استراتيجيا للولايات المتحدة الأمريكية ورائدا دوليا وإفريقيا في مكافحة
الإرهاب والتطرف والجريمة بمختلف مجالاتها سواء العابرة للقارات وجرائم الاتجار بالبشر أو الأسلحة،
وكذا جرائم المخدرات أو غسيل الأموال.
وفي هذا الباب ،وجه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رسالة إلى المشاركين في أشغال

المؤتمر البرلماني الدولي حول “حوار الأديان : لنتعاون من أجل مستقبل مشترك”، الذي انطلقت أشغاله

اليوم الثلاثاء 13 يونيو 2023 بمراكش.وفي ما يلي :”نص الرسالة الملكية السامية، التي تلاها راشيد

الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب :يطيب لنا، أن نعرب لكم في البداية عن سعادتنا وتقديرنا الكبير

لاختياركم أرض المملكة المغربية لعقد هذا المؤتمر الدولي الهام، المتفرد من حيث موضوعه، والمتميز

من حيث نوعية المشاركين فيه؛ حيث يجمع لأول مرة البرلمانيين، باعتبارهم مشرعين وممثلين لشعوبهم،

وعددا كبيرا من القيادات الدينية ومن العلماء والخبراء والباحثين المرموقين من شتى بقاع العالم، لتدارس

وتبادل الآراء حول موضوع يكتسي راهنية كبرى وأهمية خاصة، يعي الجميع أبعادها في ظل السياقات

الدولية والإقليمية التي تعرفون جميعكم سماتها.وإننا إذ نرحب بجميع المشاركين في هذا الملتقى، لنشيد

بمبادرة البرلمان المغربي والاتحاد البرلماني الدولي لعقد هذا المؤتمر، منوهين بـ”حوار الأديان” اختيارا

وجيها لموضوعه، ومحورا هاما لمداخلاته ومناقشاته ومداولاته، التي نأمل أن تسهم، عبر مخرجاتها

وخلاصاتها وتوصياتها، في تجديد مقاربات ومناهج التعاطي مع مطلب حوار الأديان، وتحديد طبيعة

العلاقات التي ينبغي أن تجمع أتباع الديانات المختلفة، وما ينبغي أن يسودها من وئام وسلام واحترام

متبادل. وما من شك في أن الاتحاد البرلماني الدولي قد راكم من الخبرة والتجربة – المستفادتين من

مختلف اللقاءات والمؤتمرات والمنتديات التي دأب على عقدها، حول مواضيع وقضايا ترتبط على نحو

جدلي بموضوع مؤتمركم هذا – ما يكفي لإغناء نقاشاتكم ومداولاتكم، وتقديم إضافات نوعية بفضل القوة

الاقتراحية للمقاربات الجديدة التي ستقدمها عروض المؤتمر حول العلاقات بين الأديان، والتي ينبغي أن

ترتكز على الحوار الجاد والهادف والبناء. تواجه البشرية تحديات جساما، وتعيش حالة تدافع بين أزمات

أمنية واقتصادية وسياسية وصحية وبيئية، وبين إرادات صادقة تسعى بكل ما أوتيت من آليات وأدوات

وطاقات من أجل التدبير والاحتواء والمعالجة. ولاشك أن مؤتمركم اليوم، يشكل أحد تجليات هذه الإرادة

الجادة والصادقة، باعتباره ينخرط في تفكير جماعي يسعى إلى بلورة خطة عمل للبرلمانيين والفاعلين

الدينيين، وطنيا ودوليا، مستحضرا خطورة الظرفية التي يمر بها عالمنا اليوم وهو يواجه دعوات التطرف

والأنانية والكراهية والانغلاق، والأعمال الإرهابية التي تستغل السياقات الخاصة لاستنبات المشاريع

التخريبية باسم الدين، والدين منها بريء. وهكذا يتم توهيم الرأي العام، هنا وهناك، بأن الأمر يتعلق

بصراع الديانات والحضارات. والحال-كما أكدنا منذ أكثر من عشرين عاما، في افتتاح الدورة السابعة بعد

المائة لمؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي- أن ما يعرفه عالمنا اليوم، إنما هو صراع جهالات لا صدام

حضارات. إنه لمن المؤسف أن نظل نسمع بحوادث العنف والاضطهاد والقتل بسبب العقيدة الدينية أو

المذهبية، أو الانتماء الحضاري، وأن يصبح العداء للأديان مادة مفضلة من طرف البعض في المزايدات

الانتخابية.كما نأسف أيضا، أن تطبع فضاءات النقاش العمومي، بما في ذلك عدد من وسائل الإعلام

المرئية والمسموعة، ومنابر عمومية، مع وصم الآخر بسبب الدين أو اللون أو الأصل، مع كل المخاطر

التي يحملها ذلك على وعي وثقافة الناس، وعلى تأليب الرأي العام. وتحتفظ الذاكرة العالمية بأعمال

الإبادة الجماعية، والحروب المدمرة التي كانت بداياتها خطابات وإيديولوجيات التعصب للعقيدة الدينية، أو

للطائفة أو للعرق. وعلى النقيض من مواثيق حقوق الإنسان الدولية، التي توافقت بشأنها المجموعة

الدولية، تزدهر اليوم إديولوجيات وخطابات “اللامساواة الطبيعية” التي تصنف الناس حسب دياناتهم،

وحسب أصلهم ولون بشرتهم، ويتم التنظير لها والترويج لها على أنها نظرية عادية ومشروعة.إن الأمر

يتعلق بمؤشرات جد سلبية على مستقبل العلاقات بين الأديان والحضارات، تتطلب تعبئة جميع الطاقات

المؤمنة بالمساواة بين الديانات والحضارات وبين أبناء آدم، لقلب هذه المعادلة، واعتماد السياسات التي

من شأنها وقف هذا التراجع الخطير في الوعي البشري .ومما لا شك فيه، أن المؤسسات التي يمثلها

المشاركون في هذا المؤتمر توجد في صلب المعركة النبيلة من أجل التفاهم والت سامح والتعايش، من

خلال العمل المؤسساتي والتوعوي والتربوي. إذ أن التعصب لا يوجد في الأديان أو في الكتب الدينية،

وإنما تحكمه المصالح التي يخفيها هذا التعصب. وليس ثمة أدل من كلام على تعظيم وحدة الأديان من

قوله تعالى : ﴿قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ

وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ﴾ (البقرة

الآية 136).إن الصورة القاتمة التي يعيشها العالم اليوم بخصوص صراع المعتقدات، لا يمكن أن

تحجب عنا الجوانب الإيجابية والمضيئة، والمبادرات المقدامة التي تسعى إلى تعزيز جسور التواصل،

وترسيخ قيم التسامح والتفاهم والعيش المشترك بين مكونات المجتمع الدولي وبين أتباع ومعتنقي الديانات

المختلفة. فمما يبعث على الارتياح، أن هناك في الغرب كما في الشرق، وفي الجنوب كما في الشمال،

رجالا ونساء، من أصحاب الضمائر الحية ومن صناع القرار السياسي العقلاء، ومن أصحاب الرأي الحر

والفكر المتنور، من يتحمل مسؤولية التصدي للكراهية، ويمد جسور الحوار والتفاهم بين مختلف الديانات

والحضارات والثقافات .وإننا لجد سعداء بأن تكونوا، أنتم المشاركين في هذا المنتدى جميعكم، جزءا من

هذه النخب السياسية، ومن القيادات الدينية ومن المثقفين والمفكرين، الذين يؤمنون بأن الاستخلاف في

الأرض، كما أراده الله عز وجل، هو من أجل التعارف والتعاون والعيش المشترك، في إطار الاختلاف

الديني والعقدي، الذي هو مسؤولية وأمانة تقع على عاتق البشرية جمعاء.كما أننا مقتنعون، بأنه إذا

تحالفت الإرادات لدى هذه النخب، فإن الحوار بين الأديان وتكريس التعايش الإيجابي في ما بينها،

والتفاهم والتعاون حول أهداف إنسانية، سيكون رافعة أساسية لتجنيب البشرية شرور الفتن والأوجاع

والمعاناة.ولن يتسنى لنا ذلك – وهذا من رهانات مؤتمركم – إلا إذا ربطنا القول بالفعل، وحرصنا على

تجديد مفهوم الحوار بين الأديان، وتحقيق نقلة نوعية في الوعي الجماعي بأهمية الحوار والتعايش،

وبمخاطر الاستمرار في منطق الانغلاق والتعصب والانطواء.كما نتطلع إلى أن يقدم مؤتمر مراكش ردا

عقلانيا ورزينا ومقنعا على نزوعات التعصب والكراهية والازدراء بالأديان، ومعاملة الناس حسب ديانتهم

أو مذهبهم أو عرقهم أو بشرتهم.وإننا لعلى يقين بأن تنوع مواقعكم وخلفياتكم السياسية والفكرية والدينية،

يشكل عاملا حاسما لتحقيق هذا الطموح. فإذا كان البرلمانيون منكم يملكون سلطة المصادقة على

التشريعات التي تيسر الحوار وتدرأ خطابات الانطواء والتعصب وتزجرها، فإن لمسؤولي المؤسسات

والقيادات الدينية وظيفة التوجيه والتوعية، وإعمال سلطاتهم الروحية، للتأطير والتحذير من الانزلاقات التي

تعصف بالتعايش والحوار المثمر بين الأديان. وينبغي كذلك أن ندرك بأن الشعور بالخوف من ديانة

ما، أو بالأحرى التخويف منها، يتحول إلى حالة كراهية لمظاهر هذه الديانة والحضارة المرتبطة بها، ثم

إلى التحريض ضد ها، ثم إلى تمييز وأعمال عنف. ومع كامل الأسف فإن العديد من المؤسسات

الإعلامية التي تحظى بالمتابعة، لا تكرس في خطابها التحريري سوى إنتاج دوامة التعصب والتعصب

المضاد.إننا نتطلع إلى أن يتوج مؤتمركم بخطط عمل تضطلع المكونات الثلاث التي تمثلونها بأدوار

حاسمة في إعمالها، على صعيد كل بلد وعلى الصعيد الدولي. وفي هذا الصدد، نؤكد أهمية إحداث آلية

مختلطة، ينسق أعمال ها الاتحاد البرلماني الدولي، وتسعى إلى جعل الحوار بين الأديان هدفا ساميا

مشتركا بين مكونات المجموعة الدولية، ينبغي الدفاع عنه في المحافل الدولية، واعتباره أحد معايير

الحكامة الديموقراطية في الممارسة البرلمانية، ومن مؤشرات احترام التعددية والتنوع الثقافي.وإذا كان

منطلق العيش المشترك هو أن يكون الدين حصنا ضد التطرف وليس مطية له، فإن ترسيخ هذا المبدأ،

إلى جانب احترام الأديان الأخرى، يحتاج إلى جهد بيداغوجي تربوي تضطلع به المدرسة والجامعة

ووسائل الإعلام،والمؤسسات الدينية وفضاءات النقاش العمومي المسؤول. لذلك فإننا نأمل أن تتضمن

الوثيقة التي ستتوج أعمالكم اقتراحات عملية لتحقيق هذا الهدف.ولعلكم، حضرات السيدات والسادة، في

مواقع تجعلكم تقدرون التداعيات المدمرة لعدم احترام الأديان وازدرائها، وحجم الكوارث الداخلية والعابرة

للحدود التي يمكن أن تتسبب فيها، وكلفتها البشرية والمادية على الاستقرار الدولي الذي يعد شرطا أساسيا

للبناء المؤسساتي والديموقراطي وللتنمية والازدهار.تحرص المملكة المغربية على أن تظل نموذجا للدولة

التي يتعايش على أرضها، في أخوة وأمان، معتنقو الديانات السماوية، وذلك وفاء منها لتاريخها العريق

في التنوع والتعددية الدينية والثقافية التي ميزت الكيان المغربي منذ قرون. فعلى هذه الأرض تعايش

ويتعايش المسلمون واليهود والمسيحيون منذ قرون. وأرض المغرب هي التي استقبلت آلاف الأشخاص من

المسلمين واليهود الذين فروا من الاضطهاد الديني من شبه الجزيرة الإيبيرية، خلال القرنين الخامس عشر

والسادس عشر، ووفرت لهم الحماية الكريمة.ويذكر التاريخ المعاصر لجدنا جلالة المغفور له الملك محمد

الخامس طيب الله ثراه، الرعاية والحماية التي أحاط بها آلاف الأشخاص من معتنقي الديانة اليهودية،

الفارين من اضطهاد حكومة فيشي المتحالفة مع النازية. وقد واصل والدنا المنعم، جلالة المغفور له

الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، طيلة فترة توليه عرش أسلافه المنعمين، نفس النهج بالعناية

بالمواطنين المغاربة معتنقي الديانة اليهودية، وظل حريصا على ترسيخ قيم التعايش والإخاء بين كافة

المغاربة من مسلمين ويهود.ويسجل التاريخ لجلالته أيضا أنه بادر –رحمة الله عليه– باستقبال قداسة البابا

يوحنا بولس الثاني عام 1985، في أول زيارة يقوم بها قداسته لبلد إسلامي. وبعد أربعة وثلاثين عاما

على هذه الزيارة التاريخية، استقبلنا، في مارس 2019، قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتكان، الذي دعوناه

إلى زيارة رسمية للمغرب، إيمانا منا بنبل الحوار بين الأديان، وبأهمية توجيه جهود السلطات الدينية

لخدمة السلم والتعاون والأخوة البشرية.ومن جهة أخرى، حرصنا منذ تولينا العرش، على تعزيز روح الأخوة

والتعايش والتعاون والتلاحم بين المغاربة، يهودا ومسلمين، باعتبار ذلك من الركائز الأساسية للحضارة

المغربية. ويزخر النسيج العمراني للمدن المغربية بصور ذات دلالات عظيمة، حيث تنتصب المساجد

والبيع والكنائس غير بعيدة عن بعضها البعض. ولا يتعلق الأمر فقط بضرورات التعمير التي فرضت هذا

الجوار، وإنما يتعلق بأبعاد روحية وإنسانية وحضارية متأصلة في المجتمع المغربي، وبقيمة التسامح التي

تميز مجتمعنا. إذا كان الإسلام دين الدولة، فإن دستور المملكة يؤكد على أن “الدولة تضمن لكل واحد

حرية ممارسة شؤونه الدينية”. وكما نؤكد دائما، وبصفتنا ملكا للمغرب وأميرا للمؤمنين، فإننا مؤتمنون على

ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية، ومؤتمنون على حماية اليهود والمسيحيين المغاربة القادمين من

الدول الأخرى الذين يعيشون على أرض المغرب. وبالارتكاز على التميز المغربي في التعايش الديني

والاعتدال، فإنه من الطبيعي أن تكون المملكة المغربية من بين البلدان المبادرة إلى تأسيس آليات دولية

للحوار الحضاري، وأخرى للتصدي للإرهاب والتشدد والتطرف، كما هو الشأن بالنسبة للمنتدى العالمي

لتحالف الحضارات الذي عقد دورته التاسعة في نونبر 2022 بمدينة فاس، بكل ما تجسده هذه المدينة

التاريخية من عراقة حضارية وتعايش ديني.وقد كان حرصنا كبيرا على أن تكون للمملكة المغربية

المساهمة المتميزة في تأسيس وهيكلة هذا المنتدى، وضمان انتظام أشغاله، إيمانا منا بأنه إطار يؤسس

للمستقبل وللوفاق الحضاري، ويتوخى إقامة السلام وتيسير العيش المشترك.وبنفس العزم والتصميم، ساهم

المغرب في تأسيس آليات أخرى، ويساهم في تعزيز مكانتها وأدوارها، ويحتضن ملتقياتها، كما هو الشأن

بالنسبة للمؤتمر الدولي لحوار الثقافات والأديان، ومؤتمر “حقوق الأقليات الدينية من الديارالإسلامية”.ومن

جهة أخرى، لا تخفى عليكم المساهمة الحاسمة والفعالة للمغرب في تأسيس وهيكلة المنتدى العالمي

لمكافحة الإرهاب، الذي تولت المملكة المغربية رئاسته المشتركة لثلاث فترات، من 2015 إلى 2022.

ويتعلق الأمر بسياسات إرادية تمليها علينا مسؤولياتنا والتزاماتنا إزاء المجتمع الدولي بكل مكوناته.بقدر ما

نحن مقتنعون بأهمية التعايش والحوار، ومتشبثون بقيم الاعتدال والتسامح ونبذ كل أشكال التعصب

والكراهية والتطرف، فإننا مقتنعون أيضا بضرورة إعمال سياسات تيسر بلوغ هذه الأهداف. وفي هذا

الصدد، نعتز في المغرب بما حققناه في مجال تدبير الحقل الديني، وبأداء المؤسسات التي سهرنا على

إحداثها لهذا الغرض، بما في ذلك تلك المنصوص عليها في الدستور، وعلى الخصوص منها المجلس

العلمي الأعلى؛ الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوي، درئا لأي زيغ أو انحراف عن مقاصدها.كما يحق

لنا أن نعتز أيضا بما تنجزه مؤسسات التأطير الديني التي أحدثناها من أجل نشر قيم الاعتدال والتسامح

والعيش المشترك. ويتعلق الأمر، خاصة بالرابطة المحمدية للعلماء، أحد الشركاء الرئيسيين في تنظيم

مؤتمركم هذا، ومعهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدين والمرشدات، ومؤسسة محمد السادس للعلماء

الأفارقة التي تتولى توحيد وتنسيق جهود العلماء المسلمين الأفارقة للتعريف بهذه القيم، وذلك التزاما منا

بواجب التضامن والتعاون الروحي مع أشقائنا في باقي البلدان الإفريقية .وعلينا أن ندرك أننا بنجاحنا في

ترسيخ حوار منتج بين الأديان والحضارات، سنقدم أجوبة على العديد من المعضلات والتحديات التي

تهدد مستقبل كوكبنا ومصير العيش المشترك. إننا جميعا في سفينة واحدة تواجه مصيرا مشتركا. وعلينا،

أمام هذه التحديات، تمثل العالم الذي سنورثه للأجيال المقبلة. وتلك مسؤولية البرلمانات والمؤسسات

الدينية والنخب المثقفة، كما هي مسؤولية الحكومات والمجتمع المدني والإعلام.وختاما، فإننا نجدد

الترحيب بكم، ضيوفا كراما ببلدكم الثاني المغرب، بلد التسامح والتعايش والتنوع والإخاء، وأرض اللقاءات

المثمرة بشأن أمهات القضايا، الهادفة لخدمة الإنسانية ومستقبلها، متمنين لأشغالكم كامل التوفيق

والنجاح.”

المطلب الثاني: الاستقرار والتعايش الديني للمملكة المغربية من خلال إمارة
المؤمنين
من المؤكد أن المملكة المغربية تعيش استقرارا وتعايشا دينيا مختلف عن باقي دول العالم من خلال شهادة
واعتراف المنتظم الدولي، حيث يضمن العاهل المغربي الملك محمد السادس ضمان حرية ممارسة
الشعائر الدينية باعتباره أمير المؤمنين ورئيس المجلس الأعلى العلمي، فهو الذي يختص بالشأن الديني
في المغرب.
وينبغي التذكير إلى العاهل المغربي يحدد تنظيم المجلس العلمي الأعلى خلال خطاب ملكي لشهر أبريل
2004، مع أولوية رئيسية تتمثل في التشبث بالوحدة العقدية للأمة المتمثلة في المذهب المالكي. وعلاوة
على المسؤولية التي يتولاها صاحب الجلالة، باعتباره أميرا للمؤمنين، القيم على الإمامة العليا، المؤسسة
على روابط البيعة، بادر العاهل المغربي إلى إصلاح الحقل الديني، الذي يعتبر ورشا أساسيا، حرصا منه
على ضمان النهوض بالحياة الدينية والحفاظ على الأمن الروحي للمواطنين. ويعتبر برنامج تأهيل
الأئمة، الذي أعلن عنه العاهل المغربي في شتنبر 2008 وأطلقه في سنة 2009، إحدى أهم ركائز هذا
الإصلاح.وتهدف هذه العملية التي تهم حوالي 45 ألف إمام إلى تأهيل الأئمة تأهيلا يمكنهم من
الاضطلاع بمهمتهم على أكمل وجه، حتى يكون باستطاعتهم الإجابة عن الإشكاليات ذات الصلة بالدين،
التي تواجه المواطنين.ويتم في إطار هذا البرنامج، الذي يدخل ضمن تفعيل ميثاق العلماء الذي أعلن عنه
جلالة الملك في شتنبر 2004، برمجة حصتين شهريتين لمدة ثلاث ساعات ونصف الساعة، علما أن
كل حصة من حصص التأهيل الديني تتضمن أربعة دروس تكوينية. وفي هذا الإطار، كان العاهل
المغربي دعا المؤسسات الدينية، في رسالة وجهها إلى اللقاء الأول للعالمات والواعظات والمرشدات، الذي
انعقد في يوليوز 2009، إلى” العمل على تجديد خطابها، والارتقاء بأدائها، ليواكب ما يشهده المجتمع
المغربي من حركية، وما يعرفه من تطور فكري وثقافي، وما يعيشه العالم من تحولات متسارعة”. كما
أكد العاهل المغربي أن “هذا البرنامج الطموح، الذي نتوخى منه تأطير وتأهيل الأئمة، من قبل أماثل
علمائنا وعالماتنا، سيكون له أثره العميق وثماره الطيبة، في تجديد رسالة المسجد، والنهوض بدوره التربوي
والتنويري”. ويتجلى ورش إعادة هيكلة الحقل الديني أيضا على مستوى المجالس العلمية الإقليمية، التي
انتقل عددها من 18 إلى 69 مجلسا في ظرف أربع سنوات، بالتوازي مع إحداث مجلس خاص بالمغاربة
المقيمين بالخارج.ويهدف توسيع الهياكل الإقليمية للمجلس العلمي الأعلى إلى ضمان القرب من
المواطنين والاستماع بشكل دائم لانتظاراتهم ومشاكلهم. وتتجلى المقاربة الرشيدة التي أطلقها صاحب
العاهل المغربي في الحقل الديني كذلك في المكانة البارزة التي منحت للعالمات والواعظات والمرشدات،
في مجال تأطير الحياة الأسرية والتكفل بالقضايا المتعلقة بالمرأة. وتمثل إصلاح المؤسسات الدينية،
أيضا، في إعادة هيكلة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حيث تم، بموجب ظهير، إحداث مجموعة من
المديريات المكلفة بالتعليم العتيق، والمساجد، والشؤون الإسلامية، وتنصيب مناديب إقليميين للوزارة تتمثل
مهمتهم في السهر على التدبير السليم للشأن الديني وتأهيل وتجديد مؤسسة الوقف، من أجل جعلها
تتماشى مع المقاصد الاجتماعية وأهداف التضامن والإحسان لفائدة الفئات الفقيرة. وشمل الجهد التجديدي
أيضا “الرابطة المحمدية للعلماء” التي صارت، بعد إعادة هيكلتها، مؤسسة ناجعة تعمل بتعاون مع
المجالس العلمية، في كل ما يتصل بتدبير الشأن الديني، إضافة إلى دار الحديث الحسنية، التي أدخلت
مواد تعليمية جديدة مثل مقارنة الأديان، واللغات الحية والقديمة، والعلوم الاجتماعية والاقتصادية.ولم يكن
ورش تأهيل الحقل الديني ليكتمل دون أن يشمل الشق المتعلق بالمقررات الدراسية الإسلامية في مختلف
المؤسسات، من أجل ضمان تكوين أكاديمي يستوجب معرفة متينة بتطورات الحياة المعاصرة ورهاناتها
وإشكالياتها.
الخاتمة:
واعتبارا لما سبق، يتضح أن انعقاد المؤتمر المغربي العالمي لحظر الاستخدام السياسي للدين يأتي في
إطار تأكيد تقاطع وتكامل مخرجات الاجتماع الوزاري الأول للتحالف الدولي ضد داعش بمراكش، حيث
تم تسليط الضوء على الدور المغربي الطلائعي في استخدام المقاربة المغربية المتعدة الأبعاد والمداخل
لمواجهة التحديات الكبرى والتهديدات المستمرة في الساحة الدولية سواء تعلق الأمر بعدم تدخل السياسي
في الشأن الديني من جهة، والتنسيق السياسي والتعاون الأمني بشأن مختلف القضايا والملفات ذات
الاهتمام المشترك من جهة أخرى.

وينبغي الإشارة إلى أن رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، أجرى مباحثات بشأن إرساء أسس السلام
والأمن والتعايش والاحترام المتبادل مع وفد عن معهد اتفاقات أبراهام للسلام، برئاسة المدير التنفيذي
للمعهد، روبرت غرينوي، وبحضور السفير الأمريكي السابق بالرباط، ديفيد فيشر، كما أوضح مجلس
المستشارين، في بلاغ له، أن المباحثات بين الجانبين انصبت على إظهار أهمية التعاون والعمل المشترك
من أجل إرساء أسس السلام والأمن والتعايش والاحترام المتبادل في منطقة الشرق الأوسط والمنطقة العربية
بأسرها، خاصة بين الدول الموقعة على اتفاقات أبراهام سنة 2020. وأشار المصدر ذاته إلى أن السيد
ميارة نوه، في هذا الصدد، بالعمل الذي يقوم به معهد اتفاقات أبراهام للسلام من أجل تمتين الروابط العريقة
بين الديانات السماوية الثلاث ومختلف الثقافات الإنسانية وتعزيز الحوار المتعدد بينها تكريسا لثقافة السلم
والاعتدال ونبذ التعصب، وإسهاما في توفير شروط العيش المشترك.كما استعرض رئيس مجلس المستشارين
الجهود التي تبذلها المملكة المغربية، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته أميرا للمؤمنين ورئيسا
للجنة القدس، من أجل إحلال الأمن والسلم بمنطقة الشرق الأوسط ودعم التعايش المشترك بين أتباع الديانات
الإبراهيمية الثلاث.وذكر، كذلك، بـ “العمل الكبير للبرلمان المغربي، ومجلس المستشارين بصفة خاصة،
لتعزيز التوجه نحو السلام ودعم السلم والاستقرار وتعزيز التفاهم المتبادل”، مبرزا، في هذا السياق “المساهمة
المقدرة للمؤتمر البرلماني الدولي حول حوار الأديان الذي استضافه المغرب خلال الأسبوع الماضي في مدينة
مراكش بتعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي”. كما أكد، بالمناسبة، أنه سيعمل بصفته رئيسا للجمعية البرلمانية
للبحر الأبيض المتوسط على “تقوية الدور الراسخ لهذه الهيئة البرلمانية الإقليمية كفضاء للنقاش والحوار الهادئ
والهادف بين مختلف الأطراف”. ومن جهة أخرى، نوه السيد ميارة بالموقف التاريخي للولايات المتحدة
الأمريكية حيال قضية الصحراء المغربية، مبرزا الأهمية القصوى لهذا الموقف في الحفاظ على الأمن
والاستقرار في منطقة شمال إفريقيا وحمايتها من المخاطر المحدقة بها جراء انتشار الإرهاب والجماعات
الانفصالية والإرهابية وتفشي ظواهر الاتجار بالبشر والجريمة المنظمة في مخيمات تندوف وعموم منطقة
الساحل والصحراء.
ومن جانبهما، أعرب السيدان فيشر وغرينوي عن امتنانهما العميق للأدوار الطلائعية التي يقوم بها المغرب
من أجل ضمان مستقبل آمن لسائر المنطقة، بالنظر لما يزخر به من مؤهلات جغرافية وتاريخية ولما يشكله
من نموذج متفرد في السلم والاستقرار، منوهين بصفة خاصة، بالرؤية المتبصرة لجلالة الملك، وكذا بالدعم
المغربي لمعهد اتفاقات أبراهام للسلام من أجل تحقيق أهدافه الرئيسية في تعزيز الروابط الاقتصادية والثقافية
وإشاعة السلم والسلام بين الدول الموقعة على الاتفاقات المذكورة.

 

لائحة المراجع
الرسائل الملكية
 الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في أشغال المؤتمر البرلماني الدولي حول “حوار الأديان : لنتعاون من أجل مستقبل مشترك”، الذي انطلقت أشغاله اليوم الثلاثاء 13 يونيو 2023 بمراكش.

البرامج التليفزيونية
 مداخلة إدريس الكنبوري، المؤتمر البرلماني الدولي لحوار الأديان: قيم التسامح والعيش المشترك.. المغرب نموذج عالمي، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 21 يونيو 2023.
 مداخلة إدريس الكنبوري، ما الجدوى من “حوار الأديان”؟، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 14 يونيو 2023.
 مداخلة أحمد البوكيلي، مؤتمر حوار الأديان بمراكش… نفحة أمل في عالم موسوم بالأزمات، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 16 يونيو 2023.
 مداخلة أحمد البوكيلي، مقومات التجربة المغربية في التعايش الديني تنهل من تاريخ حضاري عريق، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 16 يونيو 2023.
 مداخلة أحمد البوكيلي، المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان بمراكش، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 13 يونيو 2023.
 مداخلة أحمد الدرداري، مؤتمر التحالف الدولي ضد “داعش” بمراكش لأول مرة في إفريقيا، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 11 ماي 2022.
 مداخلة أحمد الدرداري ، دلالة تصدر المغرب الترتيب العالمي في ما يتعلق بالسلم الدولي، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 6 ماي 2022.
 مداخلة أحمد العبادي، دلالات تنظيم مؤتمر حوار الأديان بمراكش، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 13 يونيو 2023.
 مداخلة أحمد التويزي، المؤتمر البرلماني الدولي للحوار بين الأديان: التسامح والتعايش الإنساني المشترك السبيل لتحقيق التنمية والديمقراطية، مشاركة في برنامج قناة الأخبار الظهيرة الأولى، يوم 15 يونيو 2023.
 مداخلة أحمد نور الدين، البوليساريو نموذج صارخ للتقاطع بين الانفصالية والإرهاب والجزائر مسؤولة عن وجوده، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 13 ماي 2022.
 مداخلة الأب إلياس، مخرجات مؤتمر حوار الأديان بمراكش، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 15 يونيو 2023.
 مداخلة الحسين كنون، مخرجات المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان بمراكش، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 16 يونيو 2023.
 مداخلة الحسين كنون، مؤتمر التحالف الدولي ضد “داعش” بمراكش لأول مرة في إفريقيا، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 11 ماي 2022.
 مداخلة الحسين كنون، أهمية مؤتمر مراكش للتحالف الدولي ضد داعش، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 11 ماي2022.
 مداخلة الموساوي العجلاوي، الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعيش ، مشاركة في برنامج قناة دوزيم ، يوم 9 ماي 2022 .
 مداخلة العباس الوردي، مؤتمر لحظر استخدام الدين في السياسة، مشاركة في برنامج قناة سكاي نوز عربية، يوم 9 ماي 2022.
 مداخلة الشرقاوي الروداني، خلاصات الاجتماع الوزاري الأول للتحالف الدولي ضد داعش، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 12 ماي 2022.
 مداخلة الشرقاوي الورداني، أهمية تنسيق الجهود الاستباقية مواجهة التهديد الإرهابي، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 12 ماي 2022.
 مداخلة بدر الزاهر الأزرق، المؤتمر البرلماني الدولي لحوار الأديان: قيم التسامح والعيش المشترك.. المغرب نموذج عالمي، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 21 يونيو 2023.
 مداخلة بدر الزاهر الأزرق، أهمية استضافة المغرب للاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 11 ماي2022.
 مداخلة بوشعيب الحمراوي، المؤتمر البرلماني الدولي لحوار الأديان: قيم التسامح والعيش المشترك.. المغرب نموذج عالمي، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 21 يونيو 2023.
 مداخلة زهير لعميم ، أهمية التركيز على محاربة الظاهرة الإرهابية في إفريقيا، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 12 ماي 2022.
 مداخلة حسن البلوان، تنظيم داعش..كيف توسع في قلب إفريقيا، مشاركة في برنامج قناة وكال المغرب العربي للانباء، يوم 12 ماي 2022.
 مداخلة لحسين أقرطيط، كيف يجسد المغرب أرض التعايش والسلام؟، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 16 يوليوز 2022.
 مداخلة لحسين أقرطيط، أهمية مؤتمر التحالف ضد داعش، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 11 ماي 2022.
 مداخلة موسى المالكي، التحالف ضد داعش يؤكد على أهمية مكافحة الإرهاب في إفريقيا، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 13 ماي2022.
 مداخلة موسى المالكي، التحديات الإرهابية وعدم الاستقرار في بلدان إفريقية، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 12 ماي 2022.
 مداخلة محمد أحداف، التحديات التي تواجه دول العالم في حربها ضد التنظيمات الإرهابية، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 11 ماي 2022.
 مداخلة محمد العمراني بوخبزة، أهمية اجتماع التحالف الدولي ضد “داعش”، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 9 ماي 2022.
 مداخلة محمد الغالي، الخلاصات التي جاء بها البيان الختامي للاجتماع الوزاري للتحالف ضد داعش، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 12 ماي 2022.
 مداخلة محمد الغالي، البيان الختامي للاجتماع الوزاري الأول للتحالف الدولي ضد داعش، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 12 ماي 2022.
 مداخلة محمد الغالي، رمزية انعقاد الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد داعش بالمغرب، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 12 ماي 2022.
 مداخلة محمد بودن، دور المغرب في تعزيز قيم التسامح، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 6 يونيو 2022.
 مداخلة محمد بودن، مؤتمر التحالف الدولي ضد “داعش” بمراكش لأول مرة في إفريقيا، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 11 ماي 2022.
 مداخلة محمد نشطاوي، أهمية مؤتمر التحالف الدولي ضد داعش، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 11 ماي 2022.
 مداخلة نبيل بورايسي، المؤتمر البرلماني الدولي لحوار الأديان: قيم التسامح والعيش المشترك.. المغرب نموذج عالمي، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 21 يونيو 2023.
 مداخلة نوفل البعمري، أين يتجلى الاختراق في المواقف الدولية الداعمة للمغرب؟، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 13 ماي 2022.
 مداخلة سعيد بركنان، مؤتمر حوار الأديان بمراكش… نفحة أمل في عالم موسوم بالأزمات، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 16 يونيو 2023.
 مداخلة عادل فرج، مهام التحالف الدولي ضد داعش في إفريقيا، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 12 ماي 2022.
 مداخلة عبد الهادي مزاري، المؤتمر البرلماني حول الحوار بين الأديان بمراكش، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم 15 يونيو 2023.
 مداخلة عبد الواحد ولاد مولود، لماذا ينزعج رعاة الانفصالية من مواقف “مؤتمر مراكش”؟، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 13 ماي 2022.
 مداخلة عبد الواحد ولاد مولود، سياق انعقاد اجتماع مراكش وأهميتيه، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 9 ماي 2022.
 مداخلة عبد الحميد الجماهري، اليوم الدولي لمكافحة خطاب الكراهية، مشاركة في برنامج قناة دوزيم، يوم 18 يونيو 2023.
 مداخلة عبد العزيز الروماني، تأثير الإرهاب على التنمية والاستقرار الاجتماعي، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 11ماي 2022.
 مداخلة عبد الفتاح نعوم، النموذج الديني المغربي، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 25 ماي 2022.
 مداخلة عبد الفتاح نعوم، قراءة في مخرجات الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي ضد “داعش”، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 12 ماي2022.
 مداخلة عبد الرحيم منار اسليمي، يفكك العلاقة بين الإرهاب والنزعات الانفصالية في إفريقيا، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 12 ماي 2022.
 مداخلة عبد الرحيم منار اسليمي، اجتماع مراكش .. المغرب قوة إقليمية في المشهد الأمني العالمي، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 10ماي 2022.
 مداخلة عبد الرحمان المكاوي، التنظيمات الإرهابية المتواجدة في إفريقيا، مشاركة في برنامج قناة ميدي 1 تيفي، يوم 11 ماي 2022.
 مداخلة خالد الشيات، أهمية الاجتماع الوزاري الأول للتحالف الدولي ضد داعش، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 12 ماي2022.
 مداخلة خالد فتحي، كيف يُغدي الانفصال وداعموه آفة الإرهاب؟، مشاركة في برنامج قناة وكالة المغرب العربي للأنباء، يوم12 ماي 2022.
 مداخلة خدوج السلالي، إعلان مراكش يتبنى مقترح صاحب جلالة الملك بإحداث آلية لحوار بين الأديان لمواكبة مخرجات المؤتمر البرلماني الدولي ومتابعة تفعيل توصياته في أفق ضمان مجتمع الإدماج والتعايش السلمي والتسامح، مشاركة في برنامج قناة دوزيم، يوم 15 يونيو 2023.
 مداخلة خدوج السلالي، مؤتمر حوار الأديان .. تفاعل المؤتمرين مع مضامين الرسالة الملكية، مشاركة في برنامج قناة ميدي1 تيفي، يوم 13 يونيو 2023.
 مداخلة خدوج السلالي، حوار الأديان:جلالة الملك يوجه رسالة ملكية إلى المشاركين في المؤتمر البرلماني الدولي ، مشاركة في برنامج قناة الأخبار الرئيسية الأولى، يوم 13 يونيو 2023.

 

معلومات حول الكاتب:

محمد البغدادي

حاصل على الدكتوراه في القانون
باحث في العلوم القانونية
بكلية الحقوق بطنجة

قد يعجبك ايضا