د. يونس قبيبشي : النموذج التنموي الجديد بالمغرب – ج/1
الكل يتفق على أن بناء النماذج التنموية المعمول بها دوليا أو جلها يتم وفق وضعية كل دولة وما تتوفر عليه من موارد بشرية واقتصادية وثقافية وغيرها، وما راكمته من مكتسبات اجتماعية تنبني عليها سياساتها العمومية، وفق استرتيجية شاملة.
ففي نقطة مرجعية تعود لسنة 2016 المغرب نظم ملتقى دولي مهم جدا، حول موضوع : ” النموذج التنموي المغربي للدخول النهائي ضمن الدول الصاعدة ”، وحيث حاول المغرب تحليل وضعية التنمية واستخلاص نتائج الإصلاحات التي قام بها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، كما حاول البحث في تجارب التنمية في عدد من الدول المتقدمة، وكذلك استشرف عناصر نموذج تنموي مغربي، على اعتبار أن هذا المؤتمر، الذي نظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة، عرف مشاركة دول رائدة في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، مثلا كألمانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية ودول جنوب شرق آسيا ودول عربية وأفريقية لها وزنها في مجال التنمية.
وبعده فقط ببضعة أشهر، أكد صاحب الجلالة على ضرورة إنجاز مشروع نموذج تنموي جديد، وفق معايير عامة، وذلك بمناسبة خطابه في افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان في 13 أكتوبر 2017
في نفس السنة كذلك، الكل يتذكر البنك الدولي عندما أصدر تقريره المعنون بالمغرب في أفق سنة 2040، الذي قام بقديم تصور في بعض سمات فشل أو عدم نجاعة النموذج التنموي القديم، وأوصى باعتماد نموذج تنموي أكثر فعالية.
وفي نونبر سنة 2019، جلالة الملك أحدث لجنة خاصة بالنموذج التنموي الجديد، تضم 35 عضوا لهم مسارات مختلفة، وحيث كلفهم جلالة الملك بالعمل على إعداد مشروع نموذج تنموي جديد في إطار منظور استراتيجي تشاركي ومندمج.
هذه اللجنة التي قامت بإعداد وثيقة استراتيجية مهمة تحدد معالم ومحاور التنمية في أفق سنة 2035، والتي تتحدث في أبرز محاورها عن إعادة النظر في أدوار الدولة والمجتمع والفاعل الاقتصادي والسياسي والشركاء الدوليين في المضي قدما بالتنمية في المغرب.
في هذه الحلقة، نناقش تصور النموذج الجديد للتنمية بالمغرب والرهانات التي يحملها. وحيث، من المرتقب أن يتم تسليط الضوء حول مجموعة من الأسئلة المهمة، من قبيلها:
- ماذا يقصد بالنموذج التنموي الجديد بالمغرب؟
- اين يكمل السياق العام والسياق الخاص الذي جاء فيه هذا النموذج؟
- ما هو تشخيص تقرير لجنة النموذج التنموي الجديد بالمغرب؟
- ما هي أبرز المضامين والتوصيات التي جاء بها هذا التقرير ؟
الدرس من تأطير: الدكتور/ يونس قبيبشي
- أستاذ جامعي بكلية الحقوق مارتيل، جامعة عبد المالك السعدي بتطوان
- باحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية
- عضو نشيط بالمركز المغربي للعدالة الانتقالية ودراسة التقارير الدولية، ونائب لرئيس المركز
- له العديد من المشاركات العلمية، التي من بينها عضويته بلجنة علمية للمؤتمر الدولي السادس حول موضوع : “الأمن والهجرة في عالم متغير” الذي نظم قبل أسابيع فقط بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان
- له العديد من الأعمال العلمية المنشورة، من أبرزها مؤلف مهم جدا في مجال التنمية، بعنوان: “التعاون اللامركزي الدولي للجماعات الترابية المغربية : جهة طنجة تطوان الحسيمة نموذجا”