استراتيجية روسيا للأمن القومي الجديدة في مواجهة الغرب

المعلومة القانونية

*محمد البغدادي

  • باحث في مركز الدكتوراه، في تخصص القانون الخاص، كلية الحقوق بطنجة.

 

لا شك في أن التحركات الأمريكية نحو أوروبا بقيادة واشنطن في شخص الرئيس الأمريكي الجديد السيد جوبايدن سنة 2021 لمواجهة التحالف الروسي الصيني ونفوذهما في أوروبا سواء من خلال  عدة قمم مجموعة الصناعية السبع و مجموعة العشرين وحلف ناتو لعام 2030 ببروكسل أو من خلال التحالف الأمريكي الأوروبي في شخص مجموعة الدول الصناعية السبع وما وقع في أوكرانيا وبيلا روس من انقلابات كبيرة ، أدى إلى الدولة الروسية في وضع إستراتيجية جديدة للأمن القومي في مواجهة الغرب سنة2021 من أجل تحصين مصالحها الحيوية أو الإستراتيجية الداخلية والخارجية، لاسيما قضية الأمن الاقتصادي الخارجي مع طموح لمد خطوط غاز جديدة وتقليص الاعتماد على الدولار الأمريكي في المعاملات التجارية وتخفيض العقوبات الاقتصادية من طرف الاتحاد الأوروبي ،وكذا استحضار الأمن الروسي السيبراني من خلال مواجهة تدخل عدد كبير من الدول الأجنبية في الشؤون الداخلية للاتحاد الروسي من خلال استعمال تكنولوجيا المعلومات والارتفاع الخطير في عدد هجمات القرصنة على الموارد المعلوماتية  الروسية واشتداد الأخطار العسكرية على الاتحاد الروسي الذي يغذي محاولات الضغط على روسيا باستخدام القوة وتركيز الحدود البنية التحتية العسكرية لحلف الناتو على مقربة من الحدود الروسية وتفعيل النشاط الاستخباراتي، هذا فضلا عن استخدام التشكيلات العسكرية والسلاح النووي ضد الاتحاد الروسي الذي يزيد من تهديد الأمن القومي الروسي.

وتجدر الإشارة إلى أن رغم بحر من الخلافات بينهما آخرها على مياه البحر الأسود، فإن روسيا تتمسك بالحوار مع الأوربيين كخيار أمثل لرأب الصدع وتخفيف التوتر، خاصة مع دولتي فرنسا وألمانيا في خضم التصعيد الأمريكي الأوروبي وبروز محادثات أمريكية وصينية خلال زيارة مرتقبة لنائبة ثانية لوزارة الخارجية الأمريكية السيدة ويندي شيرمان إلى بكين بشأن التقدم التكنولوجي في الوقت الراهن ومناقشة ملفات ثقيلة والتي تتمثل أساسا في العقوبات واتهامات الجرائم الالكترونية وانتهاكات حقوق الإنسان، مع العلم على خلاف السنوات الماضية شارك الرئيس الأميركي جو بايدن في اجتماع منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ  لسنة 2021 والتي ركزت على جهود واشنطن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ مع تصاعد المنافسة الاقتصادية مع الصين، حيث وضع البنتاغون مبادرة الردع في المحيط الهادئ ، في حين أن الصين ضاعفت ترسانتها العسكرية.

وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بشدة هو: كيف ستتعامل روسيا مستقبلا مع الولايات المتحدة الأمريكية  بشأن التطورات الجارية في النظام الدولي؟

قد يعجبك ايضا