الاتفاق الشامل للاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي: الفرص والتحديات

المعلومة القانونية

*محمد البغدادي

  • باحث في مركز الدكتوراه
  • تخصص القانون الخاص
  • كلية الحقوق بطنجة

من دون شك أن توتر العلاقات الأمريكية الأوروبية في عهد الرئيس الأمريكي السابق السيد رونالد ترامب سنة 2020 وإخراج بيكن مبادرة الحزام والطريق الصينية سنة 2013، أدى إلى الاتحاد الأوروبي بفتح مفاوضات ومحادثات بشأن الاتفاق الشامل للاستثمار مع الصين سنة 2013 من خلال زيارة رئيس المفوضية الأوروبية السابق إلى بكين السيد هرمان فان رومبوي خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الصيني السيد لي كه تشيانغ والذي عُقدت، منذ ذلك الحين، 35 جلسة تفاوض، منها 10 في عام 2020،[1] حيث تم تجميده من طرف البرلمان الأوروبي بتاريخ 20 ماي 2020.

وتجدر الإشارة إلى أن الصين أجرت محادثات مع فرنسا وألمانيا، التي ترمي إلى الفصل بين خلافات حقوق الإنسان وجهود التعاون الاقتصادي والتجاري، خاصة وأن الصين قد حلت الأولى بالنسبة للاتحاد الأوروبي في الشراكة التجارية وأطاحت بموقع الولايات المتحدة الأمريكية سنة 2020،[2] لكن الأخيرة وبالضغوط التي تمارسها بسب تدخل الرئيس الأمريكي الجديد السيد جوبايدن وانعقاده العديد من القمم سنة 2021 سواء على صعيد قمة ناتو لعام 2030[3] أو على صعيدي مجموعة الدول الصناعية السبع[4] ومجموعة العشرين[5]، حيث تسعى إلى إبعاد أنظار الأوروبيين عن بكين كسياسة شد الحبل، تجعل التكتل منقسم وعالق بين أكبر قوتين.

وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بحدة هو: هل بإمكان الاتحاد الأوروبي أن تضحي بمصالحها الحيوية مع الصين في ظل الضغوط الأمريكية المتواصلة والمتكررة؟

 الإحالات والمصادر:

[1] مسار مفاوضات ومحادثات الاتفاق الشامل للاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي هي:

-نوفمبر 2013:انطلاق محادثات اتفاقية الاستثمار بين الصين والاتحاد الأوروبي.

-9 أبريل 2019:تعهد بروكسيل وبكين بفتح الأسواق أمام المستثمرين وعدم التميز ضد الشركات.

-22 يونيو2020:قمة افتراضية بين بكين وبروكسل بشأن حل الخلافات التي تحول دون التوصل إلى الاتفاق النهائي بشأن الاستثمار.

-14 سبتمبر2020:أكد رئيس المجلس الأوروبي  السيد شارل ميشيل أن الاتفاق الشامل للاستثمار  بين الصين والاتحاد الأوربي يقضي بتوفير تسهيلات والحماية اللازمة للمنتجات الأوروبية في الأسواق الصينية.

-30 ديسمبر 2020:التوصل إلى الاتفاق المبدئي بين بكين وبروكسيل.

-20ماي 2021:تجميد البرلمان الأوروبي الاتفاق الشامل بين الصين والاتحاد الأوروبي.

[2] وتجدر الإشارة إلى أن حجم تجارة  الصين مع الاتحاد الأوروبي في عام 2020 بلغت 586 مليار دولار مقارنة 555 مليار دولار مع  الولايات المتحدة الأمريكية  حسب المعهد الأوروبي للإحصاء.

[3] حلف الناتو أو حلف شمال الأطلسي : و تحالف عسكري دولي يتكون من 30 بلد عضو مستقل في جميع أنحاء أمريكا الشمالية وأوروبا. وتشارك 21 دولة أخرى في برنامج الشراكة من أجل السلام التابع لمنظمة حلف شمال الأطلسي، مع مشاركة 15 بلدا آخر في برامج الحوار المؤسسي.

[4] مجموعة الدول الصناعية السبع: هو اجتماع وزراء المالية من مجموعة الدول الصناعية الكبرى السبع، وقد شكلت في عام 1976، عندما انضمت كندا إلى مجموعة من ستة.

[5] مجموعة العشرين: هي مُنتدى دولي يجمع الحكومات ومُحافظي البنوك المركزية من 19 دولة والاتحاد الأوروبي. تأسست المُنظمة سنة 1999، وذلك بهدف مُناقشة السياسات المُتعلقة بتعزيز الاستقرار المالي الدولي، وأيضا مُعالجة القضايا التي تتجاوز مسؤوليات أي شخص. وسعت مجموعة العشرين جدول أعمالها مُنذ عام 2008، حيث أصبح يُشارك في قممها رؤساء الحكومات أو رؤساء الدول، فضلاً عن وزراء المالية ووزراء الخارجية ومراكز الفكر.

كما تتكون مجموعة العشرين من 19 دولة عُضو بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي . يُمثل هذا الأخير في قمم المجموعة كُل من المفوضية الأوروبية والبنك المركزي الأوروبي . تُمثل اقتصادات الدول الأعضاء في مجموعة العشرين مُجتمعة حوالي 90٪ من إجمالي الناتج العالمي،و80٪ من التجارة العالمية (أو 75٪ في حالة عدم احتساب التجارة البينية في الاتحاد الأوروبي)، وثُلثي سكان العالم، وحوالي نصف مساحة اليابسة في العالم.

 

قد يعجبك ايضا