العلاقات المغربية الجزائرية في إطار دعوة العاهل المغربي لفتح الحدود البرية في خطاب العرش لسنة 2021
المعلومة القانونية
*محمد البغدادي
- باحث في مركز الدكتوراه
- تخصص القانون الخاص
- كلية الحقوق بطنجة
لاشك أن دعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس لفتح الحدود والتعاون وحسن الجوار مع الدولة الجزائرية في خطاب العرش المجيد المؤرخ في 31 يوليوز 2021 ، يأتي في خضم تحديات الأمن والاستقرار التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا[1] وبروز محاور استراتيجية جديدة و استمرار تعنت النظام الجزائري في مواقفه وفي ظل وصول العلاقات المغربية الجزائرية[2] إلى درجة لم يسبق لها مثيل من التوتر.
كما أن مسألة إغلاق الحدود بين البلدين سنة 1994 لم تكن من مبادرة مغربية بحكم أن المغرب وضع نظام التأشيرة أمام المواطنين الجزائريين والذي يدخل ضمن الأعمال السيادية المغربية، وإنما يغزى أساسا في أن الدولة الجزائرية تواصل استفزازاتها ومناوراتها إزاء تدعيم أطروحات الكيان الوهمي في شخص الجبهة الانفصالية المدعوة بالبوليساريو الحاضنة لدى الدولة الجزائرية ورفع سقف مبدأ المعاملة بالمثل بين البلدين في ظل التهديد المستمر بالإعلان بالحرب أمام الدولة المغربية حسب ما يتم تداوله في وسائل الإعلام الجزائري.
وتجدر الإشارة إلى أن العاهل المغربي الملك محمد السادس يدعو إلى وضع آلية مشتركة ثنائية أو متعددة الأطراف لدراسة القضايا الخلافية والبحث عن الحلول المناسبة لها وفق تغليب منطق الحكمة، والمصالح العليا، من أجل تجاوز هذا الوضع المؤسف الذي يضيع طاقات بين البلدين، وهذا ما أكده العاهل المغربي في أكثر من مناسبة أمام المجتمع الدولي والمنتظم الأممي من خلال العديد من المحافل الدولية والملتقيات والمؤتمرات الإقليمية سواء على صعيد الدولي أو القاري أو الوطني[3].
وفي هذا السياق، فإن السؤال الكبير والعريض الذي يثار بشدة هو: هل ستستجيب الدولة الجزائرية لدعوة العاهل المغربي الملك محمد السادس لبناء علاقات متميزة وفتح آفاق جديدة بين البلدين في عصر تحولات هيكلية وتكتلات اقتصادية ؟ وبعبارة أخرى متى ستضحى الدولة الجزائرية بآمال شعبها في ظل الأزمات السياسية والصحية والاقتصادية التي تعيشها اليوم ؟.
الإحالات والمراجع:
[1] وتجدر الإشارة إلى أن تحديات الأمن و الاستقرار توجد أيضا في منطقة المتوسط ومنطقة غرب إفريقيا ومنطقة الساحل وجنوب الصحراء,
[2] محطات تقارب في العلاقات المغربية الجزائرية هي:
1-عقد قمة عربية في القاهرة لحل الخلاف المغربي الجزائري بعد مناوشات عسكرية بين البلدين بسبب خلاف حدودي سنة 1964.
2-الرئيس الجزائري هواري بومدين يعلن دعمه لمغربية الصحراء والمغرب يؤكد على جزائرية تندوف في ظل تقاطع المصالح التجارية سنة 1974.
3-لقاء بين الملك الراحل الحسن الثاني والرئيس الجزائري الشادلي القليبي بعد قطيعة استمرت َ12 عاما سنة 1988.
4-تأسيس اتحاد المغرب العربي بمدينة مراكش المغربية الذي شكل البلدان أركانه سنة 1989.
5-انتخاب عبد العزيز بوتفليقة رئيسا للجزائر بمهد للقاء بين البلدين إلا أن وفاة الملك الحسن الثاني أدت إلى إرجاء اللقاء سنة 1999.
6-أول لقاء رسمي يعقد في الجزائر بين الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والعاهل المغربي الملك محمد السادس سنة مارس 2005.
7-زيارة وزير الخارجية المغربي أنداك سعد الدين العثماني إلى الجزائر سنة يناير 2012.
8-المملكة المغربية تنزل ضيفا على فعاليات قسطينية عاصمة الثقافة العربية في الجزائر سنة يونيو 2015.
9-العاهل المغربي الملك محمد السادس يدعو الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية والعمل على بناء اتحاد المغرب العربي سنة نوفمبر 2015.
10- العاهل المغربي الملك محمد السادس يدعو للمصالحة بين الشعبين والجزائر تعلن رغبتها في توثيق العلاقات مع المغرب سنة أغسطس 2016.
11-الجزائر تدعم دعم ملف ترشح المغرب من أجل تنظيم نهائيات كأس العالم لكرة القدم للعام 2026 سنة فبراير 2018.
12- العاهل المغربي الملك محمد السادس يلقي خطابا في مناسبة ذكرى المسيرة الخضراء داعيا إلى حل الخلافات بين الدولتين من خلال وضع لجنة مشتركة للحوار سنة نوفمبر 2018.
[3] الخطاب الملكي السامي بمناسبة عيد العرش المجيد المؤرخ في 31 يوليوز2021.