الإرهاب الإعلامي في إطار عولمة الاتصالات وتبادل المعلومات

المعلومة القانونية

*محمد البغدادي

  • باحث في مركز الدكتوراه
  • في تخصص القانون الخاص
  • كلية الحقوق بطنجة.

في إطار نهج الجماعات الإرهابية عولمة الاتصالات وتبادل المعلومات على الرغم من المبادرات الأممية والجهود الدولية والإقليمية والوطنية لمحاربة الإرهاب بشتى أنواعه، خاصة التطرف الفكري لما له من أبعاد عالمية  من شأنه توظيف إمكانات في تحقيق الدعاية والترويج والانتشار للتأثير في الجمهور المستهدف بما يخدم تحقيق أهدافها السياسية القصيرة أو بعيدة المدى، فإن الإعلام اليوم يمثل بالنسبة للجماعات الإرهابية مجرد أداة لنقل المعلومات والاتصال ، ولكنه يمثل فاعلا مشاركا في عملية الصراع بينها وبين الجهات المناهضة لها.

ومن ذلك المنطلق توظف الجماعات الإرهابية المتطرفة الإعلام مؤمنة بأن استخدام استراتيجيات مدروسة ومقنعة يعادل نفس أهمية الاستراتيجيات القتالية مستحدثة ومتطورة في تنفيذ العمليات الإرهابية علي الرغم من فداحة الخسائر التي تخلفها العمليات الإرهابية، فالجماعات الإرهابية لا تسعى بالدرجة الأولى إلى التأثير المادي الذي تخلفه تلك العمليات التخريبية، لكنها تسعى إلى تلك الآثار النفسية المروعة المترتبة عليها، والتي تمثل قوة ضاغطة تحاول الجماعات الإرهابية استغلالها لإملاء شروطها وتحقيق مطابعها السياسية أي أنها تعتمد علي إستراتيجية القوة أو الدلالة الرمزية للفعل الإرهابي .

وبطبيعة الحال، فإن الإعلام هو الكيان الأنسب إلى إبراز هذه الدلالات الرمزية كلما نجحت العمليات الإرهابية في الاستحواذ علي اهتمامه.

إن عجز العمليات الإرهابية المتطرفة في مواجهة القوى العسكرية، يجعلها تتفادى المواجهة وتتجه إلي محاولة تشتيتها وإنهاكها بعمليات إرهابية متفرقة تعزز وتوسع تأثيرها من خلال الخطاب الإعلامي، فكل تطور في تكنولوجيا الاتصال والمعلومات يقدم للجماعات الإرهابية إمكانات جديدة في النفاذ فكريا وماديا إلي الجماهير المستهدفة وأن توسع من دائرة تأثيرها.

وتجدر الإشارة إلى أن الجماعات الإرهابية تتعامل مع وسائل الإعلام في نشاطه الإرهابي بطريقة عفوية غير مدروسة، بل يعتمد على إستراتيجية محددة واضحة المعالم، وذلك بالنظر أن الإرهاب ينطلق من عقيدة دينية أو سياسية، ويناضل من أجل قضية و يسطر مجموعة من الأهداف العامة ظاهريا، لكن الهدف السياسي هو الأساس، وهذا ما يميزه عن أنشطة العنف الأخرى مثل الجريمة المنظمة.

كما أن الإرهاب يسعى لكسب تفهم وتعاطف وثقة الناس أي يراهن على أذهان الشعب، وهذا ما يؤكد أن أهم أساس تقوم عليه الإستراتيجية العالمية للإرهاب هو أنهم يخوضون حربا دعائية نفسية إعلامية بحيث أن التنظيمات الإرهابية لا تهدف إلى احتلال أراضي وامتلاكها بقدر ما تهدف إلى إيصال رسائل معينة إلى الناس من خلال وسائل الإعلام على اعتبار أن الهدف من العمليات الإرهابية تتوجه أساسا إلى الأنفس و العقول وليس الأجساد والمنشآت، الأمر الذي يفرض على المجتمع الدولي أو المنتظم الأممي تطوير إمكانياتها التقنية وأجهزتها

الاستخباراتية  في مجال مكافحة الإرهاب الإعلامي في عصر عولمة الاتصالات وتبادل المعلومات، لاسيما المملكة المغربية التي تعد رائدة في مجال مكافحة الإرهاب من خلال يقظة المدرسة الاستخباراتية المغربية في شخص المكتب المركزي للأبحاث القضائية الذي حظي بالإشادة الدولية من طرف معظم دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي.

 

قد يعجبك ايضا