مشروع إنتاج لقاح ضد كورونا في إطار الشراكة الإستراتيجية المغربية الصينية

المعلومة القانونية

*محمد البغدادي

  • باحث في مركز الدكتوراه
  • تخصص القانون الخاص
  • كلية الحقوق بطنجة.

لا شك أن مشروع إنتاج لقاح ضد كورونا يدخل في إطار الإستراتيجية العامة للمملكة المغربية على ضوء المباحثات الهاتفية للعاهل المغربي الملك محمد السادس مع الرئيس الصيني المؤرخة في 31 غشت 2020، كما يأتي في ظرفية خاصة واستثنائية في ظل تزايد التداعيات السلبية لأزمة كوفيد19  وتأثيراتها على الجوانب النفسية والصحية والاقتصادية والاجتماعية واحتكار الدول الكبرى على الحصة الأكبر من اللقاحات وانغلاقها عن باقي دول العالم، خاصة الدول الإفريقية التي تمثل 2 في المائة من اللقاح.

بالإضافة إلى أن هذا المشروع الضخم يندرج ضمن المبادرات الملكية الرائدة الرامية في جعل المملكة المغربية مركزا قاريا وعالميا في البيوتكنولوجيا الحيوية ، وذلك  تكريسا  للإشعاع الدولي  وتعزيزا لمكانتها كمصدر للأمن الصحي في محيطه الإقليمي والقاري، في مواجهة المخاطر الصحية والاعتماد على الخارج والتقلبات السياسية.    كما يأتي هذا المشروع في إطار استكمال العديد من المبادرات والإسهامات الملكية والتي تجسدت أساسا في مصادقة البرلمان المغربي على قانوني استقبال الأطباء من الدول الشقيقة والصادقة و استثمار في المجال الصحي ومضاعفة عدد كليات الطب في المغرب وعدد المقاعد في التخصص وفي المجالات العلمية الخاصة.

وفي هذا السياق، بادر العاهل المغربي الملك محمد السادس من خلال وزارة الصحة يوم الاثنين 5 يوليوز 2021 إلى توقيع مع المجموعة الصيدلية الوطنية للصين “سينوفارم” مشروع تعبئة وتصنيع لقاح مضاد للفيروس ولقاحات أخرى في المغرب.

ويجب التذكير إلى أن هذا المشروع الملكي الكبير يعد ثمرة شراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث سيتم إطلاق قدرة أولية على المدى القريب لإنتاج 5 ملايين جرعة من اللقاح المضاد لكوفيد-19- شهريا، قبل مضاعفة هذه القدرة تدريجيا على المدى المتوسط. وسيعبئ المشروع استثمارا إجماليا قدره 500 مليون دولار.

قد يعجبك ايضا