منطقة شمال غرب إفريقيا على ضوء إحداث مشروع خط أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا

المعلومة القانونية

*محمد البغدادي

  • باحث في مركز الدكتوراه،
  • تخصص القانون الخاص،
  • كلية الحقوق بطنجة.

لا شك أن إحداث مشروع خط أنبوب الغاز بين المغرب ونيجريا على ضوء الاتفاقية الموقعة يوم الأحد 18 يونيو 2018[1] منذ زيارة الرئيس النيجيري إلى الرباط[2] سيساهم بلا شك في خلق منطقة شمال غرب إفريقيا من أجل مواجهة التحديات التي تعيشها منطقة غرب إفريقيا، وعلى وجه الخصوص مشكل الكهرباء والهجرة والتهديدات الأمنية بسبب تزايد الجماعات الجهادية والجماعات العابرة للحدود ، حيث يحظى بدعم دولي  لما يكتسيه من أهمية جيو استراتيجية بالغة على اعتبار أنه مشروع تنموي كبير من شأنها تحقيق الاندماج الاقتصادي والاجتماعي لمجموعة دول غرب إفريقيا المعروفة بسيداو، كما أنه يندرج ضمن اهتمام أوروبي كبير وكبير جدا لكونه يدخل في استراتيجية أوروبا لتنويع مصادر الطاقة والافتكاك من الهيمنة الروسية على مجال الطاقة ، حيث تزود السوق الأوروبية بأكثر من 40% من استهلاكها من الغاز الطبيعي ، لاسيما في ظل وجود مشروع  خط أنبوب الغاز الروسي الأوروبي نورد ستيريم 2  الذي يمر عبر بحر البلطيق في أنابيب تمتد لنحو 1200 كلم تحت سطح المياه الذي بدأ سنة2020 ، وهو ثاني خط غاز يربط روسيا بشمال ألمانيا والذي بني على نفس مسار خط نورد ستيريم1[3] ، حيث أصبح مصدر توتر بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، مما فرض على واشنظن إصدار العقوبات على الدول التي تبنت هذا المشروع منذ سنة 2019 في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ناهيك عن وجود مشروع خط أنبوب الغاز بين الجزائر ونيجيريا في ظل الاتفاقية الموقعة سنة 2009 والذي يشمل ثلاثة بلدان ، وهي نيجيريا والنيجر والجزائر.

وفي هذا السياق، فإن السؤال الذي يثار بشدة هو: ما مصير مشروع خط أنبوب الغاز بين المغرب ونيجريا في ظل استمرارية مناورات الدبلوماسية الجزائرية وتزايد التهديدات الأمنية؟.

الإحالات والمصادر:

[1] مشروع خط أنبوب الغاز بين المغرب ونيجريا على ضوء الاتفاقية الموقعة يوم الأحد 18 يونيو 2018:هو ثالث مشروع استراتيجي يربط بين المغرب ونيجيريا بعد  4 سنوات تم توقيع على مشروع تصنيع السماد من الفوسفاط المغربي في نيجريا  بقيمة أربعة ملايين دولار ، كما أن منذ سنة ونصف تم إنشاء مصنع للمواد الكيماوية في نيجريا.

[2] وتجدر الإشارة إلى أن مشروع خط أنبوب الغاز  تم الإعلان عليه في ديسمبر 2016 بمناسبة زيارة لملك المغرب إلى أبوجا ، حيث التقى محمد بخاري في تحسن ملفت للعلاقات بين البلدين. وتم إطلاق دراسة الجدوى في ماي 2017، بحيث سيمتد على طول 5660 كيلومترا بين نيجيريا والمغرب وسيمر هذا الأنبوب عبر 13 دولة  بكل  من السنغال وغامبيا وغينيا بيساو  وغينيا وسيراليون وموريتانيا ومالي وبوركينا فاسوا وبنين وطوغو وغانا وساحل العاج ولييريا وسيراليون وغينيا وغينيا بيساو وغامبيا والسنغال وموريتانيا. وسيتم “تشييده على عدة مراحل ليستجيب للحاجات المتزايدة للدول التي سيعبر فيها وصولاً إلى أوروبا خلال الـ 25 سنة القادمة”. هذا المشروع تم التوقيع عليه في الرباط وذلك بمناسبة زيارة رسمية لمدة يومين يقوم بها الرئيس النيجيري محمد بخاري إلى المغرب.

[3] ورد ستريم (Nord Stream) هو اسم خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من مدينة فيبورغ في روسيا إلى مدينة غرايفسفالد في ألمانيا ، حيث يتألف الخط فعلياً من خطين متوازيين؛ وُضع الأول في الخدمة في شهر نوفمبر سنة 2011؛ أما الثاني فوضع في الخدمة في أكتوبر سنة 2012. ويبلغ طول الخط 1,222 كيلومتراً وبذلك يكون أطول خط أنابيب تحت البحر في العالم.

 

قد يعجبك ايضا