دور معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في دعم قضية الصحراء المغربية

المعلومة القانونية

*محمد البغدادي

باحث في مركز الدكتوراه،

في تخصص القانون الخاص،

كلية الحقوق بطنجة.

معلوم أن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي أحدث سنة 1985 يندرج ضمن مراكز التفكير والأبحاث والدراسات التي تقدم النصح والاستشارة لصانعي القرار الأمريكي، وذلك باعتبار أن السياسية الخارجية الأمريكية بشأن قضية الصحراء المغربية تعتمد على الإدارة الأمريكية و معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى الذي يتكون من خبراء ولهم دراية حقيقية وعميقة  ومعرفة واسعة بطبيعة وحيثيات هذه القضية، فهو يعتبر من أكبر المعاهد المتخصصة بمسار تطور ملف الصحراء المغربية وبالمسلسل الأممي، حيث أصدر تقريرا  بتاريخ 6 فبراير 2021 بعنوان” اغتنام الفرص وتعزيز التحالفات في شمال وغرب إفريقيا” ، الإدارة الأمريكية الجديدة بتعزيز شراكتها الإستراتيجية مع المغرب “أعرق حليف عربي لأمريكا.

وتجدر الإشارة إلى أن تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أوضح أنه “لا يوجد أي تناقض” بين الاعتراف بمغربية الصحراء ودعم وساطة الأمم المتحدة، مضيفا أن على واشنطن أن تحث الأمين العام للأمم المتحدة على تعيين مبعوث جديد مع الدعوة إلى استمرار انتشار بعثة المينورسو ” لصون سلام هش في المنطقة”.

وأبرز التقرير أنه “ينبغي في الوقت نفسه، لواشنطن أن تشجع المغرب على تحقيق استفادة قصوى من علاقاته مع إسرائيل من خلال إنشاء سفارات في أسرع وقت ممكن (…) واستكشاف شراكات شاملة في المجالات الاقتصادية والثقافية والتعليمية والتكنولوجية ، من بين شراكات أخرى من شانها أن تعود ،على المدى الطويل، بالنفع على الشعب المغربي”.

وبالمثل ، يضيف التقرير، يجب على الولايات المتحدة “اغتنام” الاعتراف بالصحراء لدعم مسلسل الدمقرطة في المملكة ، لا سيما من خلال تعزيز الحكم الذاتي المتقدم وحقوق الإنسان، والحكامة المحلية.

وسجل التقرير أن إحدى النتائج المترتبة عن أزمة كوفيد تمثلت في تفويض أكبر للمسؤوليات المرتبطة بالحكامة، “وهو اتجاه ينبغي على واشنطن تشجيعه كأداة لتعزيز المساءلة وتحسين تعميم الخدمات العمومية”.

على الصعيد الاقتصادي ، دعا التقرير إلى تقديم مساعدات اقتصادية أمريكية موجهة لخلق فرص عمل للشباب، مشيرا إلى أن الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية دعمت مشاريع مختلفة تهدف إلى دعم فرص العمل لفائدة الشباب الذين يقل سنهم عن 34 عاما.

وعلى المستوى الإقليمي، يرى معهد الأبحاث الأمريكي أنه ينبغي على إدارة بايدن أن “تشجع وتستفيد من الحضور المغربي في إفريقيا” ، مبرزا أن “العاهل المغربي الملك محمد السادس بذل جهودا كبيرة خلال العشرين عاما الماضية لتعزيز الحضور الدبلوماسي والمالي والأمني للمغرب في جميع أنحاء غرب إفريقيا وجنوب الصحراء الكبرى”.

وأشار إلى أن المغرب استثمر أيضا بكثافة في قطاعات رئيسية في جميع أنحاء القارة مثل الاتصالات والبنوك والفوسفاط ، مؤكدا انه “نظرا لأن إفريقيا، ومنطقة الساحل ،على وجه الخصوص ، أصبحت بشكل متزايد بؤرة للنشاط الإرهابي فضلا عن كونها منطقة يتنامي فيها الحضور الروسي والصيني، فإن قدرة المغرب على إبراز قوته كقوة لتحقيق الاستقرار ستخدم المصالح الإقليمية للولايات المتحدة في القادم من السنوات”.

وخلص التقرير إلى أنه ينبغي على واشنطن، بالتالي، أن ترحب بحضور المملكة عبر القارة وأن تخصص دعمها، لا سيما في المجالات الأمنية والاقتصادية ، مع الأخذ بعين الاعتبار ” كيفية تسخير هذا الدعم لتعزيز قدرة المغرب كفاعل في تحقيق الاستقرار الإقليمي”.[1]

 

[1] تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى بشأن دعم قضية الصحراء المغربية المؤرخ في 6 فبراير 2021.

قد يعجبك ايضا