مكتب برنامج لمكافحة الإرهاب والتكوين في إفريقيا بالمغرب

المعلومة القانونية

*محمد البغدادي

باحث في مركز الدكتوراه

في تخصص القانون الخاص

كلية الحقوق بطنجة.

في إطار ثمرة التعاون الأمني والتنسيق العسكري بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية وتنزيل توجهات العاهل المغربي للملك محمد السادس بنهج سياسة أمنية جديدة وتوطيد الحكامة الأمنية الجيدة ، بادر المغرب باعتباره البلد الإفريقي الوحيد في القارة الإفريقية إلى تبنى استراتيجية رائدة وشاملة ومندمجة لمواجهة الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة مع دولة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الساحل والصحراء الإفريقي والتي ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية، وهي الاستيباقية، والتحصين الديني، والإدماج الاجتماعي، تماشيا مع توجهات العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي يحاول من داخل مؤسسة منظمة الإتحاد الإفريقي أن يدافع عن المواطن الإفريقي في أكثر من مناسبة سواء على صعيد المنتظم الدولي أو الإقليمي، بما فيها ترسيخ الانتقال الديمقراطي والتنمية وتحقيق الأمن القومي المشترك داخل القارة الإفريقية، وذلك من خلال إحداث مكتب برنامج بالمغرب لمكافحة الإرهاب والتكوين في إفريقيا بالرباط، تابع لمكتب لأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بتاريخ يوم الثلاثاء 6 أكتوبر2020   على ضوء الاتفاق، الذي وقعه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، و الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب، السيد فلاديمير فورونكوف، السعي إلى تضافر الجهود من أجل مواجهة التحديات المرتبطة بالتهديد الإرهابي المتزايد في إفريقيا خلال السنوات الأخيرة.

وحيث أبرز السيد بوريطة، في تدخل على هامش حفل التوقيع، أن هذا المكتب، الأول من نوعه في إفريقيا، يهدف إلى تعزيز قدرات الدول الأعضاء عن طريق بلورة برامج وطنية للتكوين في مجال مكافحة الإرهاب.

وقال السيد بوريطة إن المغرب يلتزم بالعمل بشكل ملموس مع هذه البنية الجديدة بغية وضع برنامج ديناميكي ومتطور للتكوين يواكب ويتكيف مع مهمة “المتغيرة باستمرار والتي تزداد صعوبة، المتعلقة بالوقاية والرصد وملاحقة الأنشطة الإرهابية”.

ومن أجل النجاح في هذا الرهان، أكد السيد بوريطة، أنه “يجب أن تكون أعمالنا في انسجام تام مع احتياجات الدول الأفريقية، ومكملة لمختلف المبادرات التي أطلقتها هذه الدول، وأن يتم تطويرها بمساهمة دول القارة، وكذا تقاسمها مع الشركاء ضمن مقاربة تعاونية ومتضامنة”.

كما أشار السيد بوريطة إلى أن إحداث هذا المركز، وهو ثمرة عمل دؤوب دام أكثر من تسعة أشهر، يأتي في الوقت الذي توجد فيه إفريقيا ضحية لتنام “مقلق” للأعمال الإرهابية خلال عام 2020.

وقد تزايدت هذه الأعمال بنسبة 31 في المائة منذ عام 2011، لتصل إلى4100 هجوم في النصف الأول من العام الجاري، في حين ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن الإرهاب بنسبة 26 في المائة في عام واحد (12507 مقابل 9944 في النصف الأول

من عام 2019).

وأضاف السيد الوزير أنه في منطقة الساحل، التي شهدت أكبر تجدد لأعمال العنف، تضاعفت هجمات “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” و”داعش” سبع مرات منذ منتصف عام 2017.

وأشار السيد بوريطة إلى أنه في بحيرة تشاد تضاعف تقريبا عدد ضحايا الهجمات الإرهابية لجماعة “بوكو حرام” و”داعش” منذ يونيو 2017 لينتقل من 506 إلى 964 شخصا.

قد يعجبك ايضا