عماد قسيم: ما قام به المغرب مع الكيان الإسرائيلي أمر مقبول! كيف ذلك؟

المعلومة القانونية

*عماد قسيم

  • طالب باحث بماستر القانون العام الداخلي وتنظيم الجماعات الترابية جامعة القاضي عياض مراكش.

أولا يجب أن نفهم بأن الساحة الدولية و العلاقات الدولية لا تعترف بالأخلاق و التسامح و لا تقبل بوجود العاطفة. كما أنها لا تعترف بالصداقة الدائمة و بالعداوة الدائمة و إنما بل بالمصالح الدائمة، و هذا هو المنطق  الذي انطلق منه رواد المدرسة الواقعية في تحليلهم للعلاقات الدولية. بحيث، لا تزال المبادئ و الأفكار الميكيافيلية سائدة إلى الآن بل هي الأكثر انتشارا في حقل العلاقات الدولية. و التاريخ دائما ما يوضح لنا ذلك إلا أننا لا ننتبه إليه، فتاريخ الحروب و تاريخ علاقات الدول نفهم منه بأن صديق الأمس عدو اليوم، و عدو الأمس صديق اليوم. فلنلقي نظرة مثلا على علاقة الاتحاد السوفييتي بالولايات المتحدة الأمريكية إبان فترة الحرب العالمية الثانية كانا بجانب بعضهما البعض في مجموعة الحلفاء  ضد حلف الوفاق الثلاثي ألمانيا-إيطاليا-اليابان و حلفائهم. لكن بمجرد انتهاء الحرب تحولا الاتحاد السوفييتي و الولايات المتحدة الأمريكية إلى أعداء و عاشا فترة الحرب الباردة لأزيد من عقد من الزمن، ثم بمجرد ما ظهر ضعف الاتحاد السوفييتي مجموعة من الدول كانت تحت لواء شعار المطرقة و المنجل  آنذاك انفصلت عنه و تحولت إلى دول رأسمالية إلى جانب بلاد العم سام. فمن هنا يمكن القول بأن هذا هو مبدأ العلاقات الدولية القوة و المصلحة أولا و دائما.

أما بالنسبة للمغرب يرى بأن مصلحته في إفريقيا و ليست في الشرق الأوسط و أن الكيان الصهيوني الإسرائيلي يساهم بشكل كبير في تشجيع الاستثمار في المغرب إلى جانب الاستثمار الأمريكي بعد حسم قضية مهمة و هي قضية الصحراء المغربية التي إمتلأ ملفها الغبار بسبب جمودها و ركودها لمدة طويلة جدا، خاصة الصراع كان مع دولة شقيقة كانت صديقة أمس و تحولت إلى عدوة اليوم بسبب اطماعها و هذا أمر مقبول في هذا المجال و يزكي ما ذكرناه أعلاه. فمن البديهي سيعلن المغرب عن هذه العلاقة علنا و جهرا و ستعود على المغرب خاصة و أفريقيا عامة بالنفع الكبير. كما أن المغرب تقوت شخصيته داخل الساحة الدولية و لاحظنا ذلك من خلال تصريحات كل من رئيس الحكومة السيد سعد الدين العثماني تجاه مدينتي سبتة و مليلية المحتلتين و تصريح وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة بشأن قضية المهاجرين مما أجبر اسبانيا تطلب ود المغرب عكس ما كنا نراه سابقا . فهذا سيعكس إيجابا على المغرب في شتى مجالاته السياسية، الاقتصادية والاجتماعية و الثقافية و هنا يمكن القول بأن المغرب و بعد حسمه قضية الصحراء سينطلق بنموذج تنموي حقيقي على أراضي الجنوب خاصة مع الاستثمارات الأجنبية التي ستنطلق هناك و سيرفع من قوة اقتصاد المغرب.

المغرب أصبح دولة لا يستهان بها و لها صيت قوي و يضرب له ألف حساب

قد يعجبك ايضا