سعيد شرو: دفاعا عن المصلحة الوطنية وصون القضايا الدولية للأمة الإسلامية
المعلومة القانونية
*سعيد شرو
- خريج ماستر القانون الدولي الخاص والهجرة بكلية الحقوق مكناس.
بعد سنوات عجاف من الله علينا شعبا وملكا في نهاية سنة مريرة و قرب بداية عام نامل ان يغاث فيه الناس وبه يفرحون بانتصارات وإنجازات حقيقية ما كان لأي مغربي ان يسردها أو يتوقعها حتى خيالا، بداية بالتدخل الدفاعي للقوات المسلحة الملكية وتضحياته الجسيمة لتخليص مناطقنا الجنوبية بالصحراء المغربية من دنس طال أمده، تلاها اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالسيادة المغربية على الصحراء المغربية وتأييدها في استكمال الوحدة الترابية، وكذلك استئناف العلاقات مع دولة إسرائيل والاصح مع اليهود المسالمين الذين طالما ناصرو القضية الفلسطينية من داخل إسرائيل وعاشوا بين المغاربة في البوادي والحواضر لزمن مديد في امن وامان وتحت راية واحدة دون أن ننسى المواطنين المغاربة من معتنقي اليهودية.
إن النقاش الدائر اليوم في الأوساط المغربية بل حتى العربية اقتصر على استئناف العلاقة بين المغرب وإسرائيل كما لو ان الامر يفهم منه بالإطلاق انه دعم للصهاينة المعتدين على إخواننا الفلسطينيين دون مبالاة ان المغرب يراس لجنة القدس، كما تزامن استئناف العلاقات بالإتصالات المولوية لرئيس الدولة الفلسطينية مبشرا بثبات الموقف من القضية الفلسطينية وصون القدس عاصمة فلسطين وهو على عكس ما شهدناه في تطبيع عدد من البلدان.
لعل كل ما سلف ذكره معلوم ومعروف لكن ما يحز في النفس هو بعض العقليات التي لازالت تؤمن بجلد الذات وخالف تعرف،بل وأصبح يصعب تحديد مغربية هؤلاء ام انهم فلسطينيون اكثر من المواطنين الفلسطينيين !! والذين هم يعيشون بيننا ويدرسون بالجامعة المغربية هو والمغاربة سيان في الحقوق والواجبات، بل ذهب العديد منهم إلى سب وإهانة من خالفهم الرأي لا لشيء سوى أنهم دافعو عن الوحدة الترابية والوطنية صدقا وإيمانا وساندوا الحكمة الملكية بفرح وسرور وأمل في مغرب قوي حريص على أجيال مستقبلية حرة ومدافعة عن البلاد والعباد.
إن القضية الفلسطينية وصون القدس عاصمة فلسطين كانت ولازالت وستبقى ما بقيت دنيا الرحمان ضمن الثوابت التي يدافع عنها المغرب ويرأس الملك لجنة القدس التي هدفها الدفاع عن الدولة الفلسطينية ضد الكيان الغاصب لحقوق الانسان عامة والمواطنين الفلسطينيين خصوصا، ولا ننسى الرسالة المستنكرة وبلهجة شديدة عقب الاعتراف بالقدس كعاصمة لغير اهلها وهي واقع المغرب وسريرته في التعاطي مع القضية الفلسطينية وليس الاقتصار على استئناف علاقات تخدم البلاد ولا تضر في شيء مصالح الدول الشقيقة، وفي هذا يجب أن تبح حنجرات المعارضين في القضايا الداخلية والنأي بالنفس تواضعا من المزايدات والمآرب التي لا يعلمها خفيتها إلى الله وتبخيس مجهودات كل القوى والضمائر الحية بالوطن، إن الإنسانية والتعايش والسلام هو الغاية المنشودة والتي يجب على كل عاقل التأمل والتبصر لإدراك مغزاها وآثارها في المستقبل لا الارتكان لضيق الافق وسرعة البديهة الضارة الغير مؤسسة على منطق سليم وواقع المتغيرات التي تطرأ في العالم بشكل مستمر وسريع جدا.
الطموح والوضوح هو ما يجب على كل مغربي حسب نظرنا المتواضع لغاية بناء مغرب قويم وضمان رفاهية جيل صاعد وهو لا يتعارض مع الدفاع عن الثوابت الدينية بقدر ما يعطي قوة للمدافع عنها كي يفرض توجهه بقوة، إن الغريب في استقراء بعض المواقف المعارضة وهو حقها في التعبير لا أحد يستطيع ثنيها عن ذلك أنها تميل لأعداء المغرب بل في بعض الأحيان تشابهها دون أن ندري أين يكمن الاختلاف بينهم، ولعل العدو يكمن هدفه في إضعاف وإحباط الرقي والاحترام الدولي للمغرب أما غاية المواطن فلا نعلمها!! والهدف منها!! والأغرب ان من أبناء جلدتنا من يفهم في جميع التخصصات والحرف والمهن ويجتمع فيه حسب زعمه ما تفرق في غيره وكله عن غير قصد، فاللبيب من اعان بالصمت فيما يجهله، وساند بلده بدمه وماله لا بكثرة الشعارات التي لا تظهر للعلن الا في مثل هذه الإنجازات وتغيب عن واقعه في سائر الأيام.
كل ما سلف ذكره رأي متواضع يلزم كاتبه ويتقاسمه معكم لغاية البحث والمناقشة الهادفة الغير مبنية على الشد والجدب بقدر ما ترتكز على مغرب الغد..مغرب الصمود..مغرب الأجيال. مغرب تلاقح الثقافات والأمن والأهم الإنسانية والسلام.
نهاية لا بد أن نتحلى جميعا بقدر من الوطنية وهو لا يزيد وينقص حسب إمكانياتنا المادية والمعنوية واستفادتنا من الامتيازات، هو إحساس وجداني نابع من الروح قد يستوفي في الباعة المتجولين ويغيب عن بعض المنتعشين الزائلين.
ان تحب بلدك هي أن تدافع عنه ولا تنتقده امام المتربصين به، أن لا تتزايد عليه ليظهر إيمانك المتأصل ظنا انه من عارضك اقل منك فيه، ان تقول خيرا أو تصمت.