كتاب: “دليل الإرشاد الأسري” للدكتور “عبد الواحد الحسيني”

الدكتور عبد الواحد الحسيني
الأسرة وجود روحي، كما يقول الأستاذ طه عبد الرحمن، وليست كيانا اقتصاديا مؤسّساً على قيم الاستهلاك، مجرِّدا أفراده من كل القيم والمثل العليا؛ ووجود الصراع داخلها متكلف وعرضي.
إن محاولة تقويض الحياة الاجتماعية الأسرية بأدنى خلاف عائلي أو زواجي- سواء كان ناتجا عن اختلاف في الأدوار، أو تحقيق للرغبات، أو صراع على السلطة- لهو انعكاس لضعف في الوعي بالنموذج المعرفي ومفرداته المؤسسة لطبيعة العلاقة الزوجية المبنية على التراحم والتساكن والإحسان، وذِكر الفضل والعشرة والرَّحم.
والسُّقوط في امتحان العشرة معاناة حقيقية، خاصة في ظل الغربة المعرفية، قد يضيف عبئا إضافيا على المرأة، لِحقّها في حضانة الأطفال ورعايتهم، فينتج فقرا أنثويا، أو كما يسميه الدكتور عبد الوهاب المسيري ب”تأنيث الفقر”.
إن تعريف المرأة خارج نطاق الأسرة هو تنكر للذاكرة التاريخية، واستباحة لأهم حصون مقاومة الاستعمارية؛ والأولى تعريفها داخل إطارها التاريخي والإنساني، وتحليل قضاياها وفق معطيات نموذجنا المعرفي ومنظومتنا القيمية، بما هي فرع أصيل من كياننا الاجتماعي.
فيصبح الموضوع هو الأسرة، ثم تتفرع عنه حقوق الأفراد وحاجاتهم، فتذوب الذات في الجماعة. فبدل تحقيق الذات عن طريق التفكيك والصراع، يحل محله تحقيق الذات في إطار الأسرة والتراحم والإنسانية.
إليكم نصرة الحرف أهدي الولادة الثانية، لترعوها في حجركم.
قد يعجبك ايضا