ليس تطبيعا.. إنه حق من حقوق المغاربة المقيمين بإسرائيل!

ليس تطبيعا…إنه حق من حقوق المغاربة المقيمين بإسرائيل؟

“التطبيع” مصطلح تم ربطه بالقضية الفلسطينية، أساسا بالدول التي تربط علاقات سياسية أو دبلوماسية مع إسرائيل التي في الضاهر يعتبرها الفلسطينيون دولة محتلة لكن في الباطن تربطهم علاقة تنسيق وتعاون مهمتين في مجالات و قطاعات حيوية خاصة في المناطق التي تحكمها السلطة الفلسطينة في الضفة الغربية بموجب حكم ذاتي منزوع السلاح، رغم أنه كان من موجب الإتفاق أن تبسط كذلك سيادتها على غزة، لكن صراع الزعامة و السلطة بين حماس و فتح و ترأس السلطة الفلسطينية جعل من الإخوة أعداء و كل منظمة بسطت سلطتها على المنطقة التي تتواجد فيها، و بهذا تكون السلطة الفلسطينية وبناء على اتفاق أوسلو 1993 قامت بالتطبيع مع إسرائيل في إطار تنزيل حل الدولتين وهذه العملية تسمى تطبيع.فما علاقة القرار الذي اتخده المغرب نحو عودة العلاقات السياسية والدبلوماسية مع إسرائيل بالتطبيع، أظن أن المغرب لا يمكن في أي حال من الأحوال أن يكون قد قطع علاقته مع إسرائيل لاعتبارات عدة وكثيرة من بينها توفره على جالية مغربية يهودية كبيرة بإسرائيل تفوق 800 ألف نسمة، ومن بينها عدد كبير من مسؤولي الدولة و أعضاء الحكومة، وفي نفس الوقت يتوفر على عدد من المواطنين المقيمين به ويحملون الجنسية الإسرائيلية، فقرار تطوير العلاقات السياسية مع إسرائيل هو واجب من واجبات المواطنة الذي تفرضه القوانين و يفرضه الدستور المغربي من أجل ضمان حقهم في التنقل وفي تقريب الخدمات الإدارية والمالية و الإقتصادية وهذا الأمر لا يمكن أن يحدث إلا بتوفرهم على تمثيلية في وطنهم الأم ووطن الإقامة، بمعنى أصح وواضح فتح قنصلية مغربية بإسرائيل وقنصلية إسرائيلية بالمغرب وتطوير العلاقات الإقتصادية بين البلدين دون الحاجة إلى وساطة، أو الإضطرار إلى التنقل إلى دولة أخرى قبل التوجه إلى بلدهم الأم و هذه هي قضيتنا الحقيقية.

لكن مع الأسف هناك دائما أصوات عدمية ترتفع و تنتقد وتتنكر للمصالح العليا للمغاربة باختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، و تتربص لهم حتى لا يتمكن المغرب من التقدم و التطور و الإزدهار والتسريع في بناء دولة الحق و القانون التي يعمل جلالة الملك على بنائها وتشييدها لضمان حقوق مواطنيه سواء كانو بالداخل أو بالخارج دون تمييز فيما بينهم، واتذكر هنا عندما تقدم جلالة المغفور له الحسن الثاني بمشروع مدونة المرأة والتي كانت تسعى إلى وضع خطة وطنية لإدماج المرأة وضمان حقوقها وحقوق أبنائها والتي خلفت انذاك جدلا حادا بين الإسلاميين والقوى الحداثية وصلت الى التحكيم الملكي، لكن الأصوات الظلامية العدوة للتقدم والتطور والتي تخدم مصالح خارجية أو مصالح دول تدعمها تحاول دائما الركوب على الأمواج وعلى الدين والقومية لتمرير رسائلها وخطابها والتسويق لمصالحها التي لا تخدم كل المغاربة لكنها تخدم مصالحها الخاصة فقط.

واليوم بعد أن قطعنا أشواطا كبيرة في مجال ترسيخ الديمقراطية و الحرية والتنمية التي لا يمكن أن نحيد عنها أو التراحع على ترسيخها، أصبح من الواجب أو الثابت أن نسير خلف كل القرارات السيادية لملك البلاد دون محاولة الركوب عليها لتمرير الرسائل الابتزازية المبطنة، فنحن في حاجة لللإجماع الوطني حتى نتجاوز الأزمات و نصطف في مصاف الدول النامية، وهذا لن يحصل إلا بتوسيع محيط علاقاتنا وشراكتنا لنتحدى بها أعداءنا المتربصين بنا وبأمننا واستقرارنا وبوحدتنا الترابية.

و المغرب لن يوقع إتفاقية تطبيع لكنه وضع السكة في مسارها الصحيح، لأنه في القضية الفلسطينية يلعب دور الوساطة و تقارب الأفكار و الحلول وليس طرفا في النزاع، رغم أنه اختار أن يكون في صف بيت المقدس والدفاع عن هويتها الثقافية و الدينية.

عبد الصمد وسايح

قد يعجبك ايضا